مسفر النعيس يكتب .. هذه هي الظواهر السلبية!
زاوية الكتابكتب يناير 8, 2017, 12:10 ص 508 مشاهدات 0
الراي
صوت القلم- هذه هي الظواهر السلبية!
مسفر النعيس
سجال واختلاف في وجهات النظر واتهامات متبادلة عند إقرار لجنة الظواهر السلبية في مجلس الأمة، فمن اتهام بإنشاء هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر إلى مخالفة للمادة 50 من الدستور الكويتي، إلى القضاء على متعاطي وتجار المخدرات وعبدة الشيطان.
لجنة الظواهر السلبية والتي حددت اختصاصات بدراسة وبحث الظواهر السلبية الدخيلة التي تنتشر في المجتمع الكويتي وتؤثر على تماسكه الأمني والاجتماعي والقيمي، ومنها انتشار المخدرات والمسكرات وجرائم العنف الأسري والأحداث، جاءت انتخاباتها غريبة فقد عارضها من أصبح عضواً فيها وجاء تشكيلها بمجموعة متناقضة وهذا سيجعل عملها معقداً وغير مفيد.
الظواهر السلبية كلمة فضفاضة ومفهومها كبير فكل شخص حسب مفهومه يفسر ما هي تلك الظواهر، فعلى سبيل المثال ما يراه نائب سلبياً سيراه آخر إيجابياً، وما يفهمه نائب بأنه ظاهرة سلبية سيفهمه رابع بأنه ظاهرة إيجابية وستتشابك مفاهيم واختصاصات اللجنة حتى تصبح لجنة المنازعات والاختلافات.
اعتقد أن تفسير المواطن البسيط هو الأدق والأصح لمفهوم الظواهر السلبية وليت نواب الأمة يعتمدونه أفضل من تفسيرهم عند تشكيل هذه اللجنة، فالظاهرة السلبية تتمثل في أن تنتظر أكثر من 100 ألف أسرة كويتية لبيت العمر سنوات عديدة في وقت ينعم فيه البلد بالوفرة المالية والأراضي الشاسعة، كما أن الظاهرة السلبية،ألايجد خريج الهندسة والعلوم والآداب وظيفة مناسبة في بلده وينتظر أكثر من سنتين بينما تعج بعض الوزارات بالوافدين كالأوقاف على سبيل المثال، وألايجد المريض سريراً كي يتعالج في المستشفيات الحكومية، وينتظر موعداً بالشهور للعيادات الطبية.
فالظاهرة السلبية يا أعضاء الأمة الكرام ألاتنفذ وزارات الدولة ملاحظات ديوان المحاسبة التي تعج بالفساد الإداري والمالي والمخالفات في التعيين والمسميات، كما أن الظواهر السلبية هي الاتجار بالبشر الذي تمارسه بعض الشركات والتي ترمي بالعمالة في الشارع بعد أن تقبض منه ثمن إقامته، كما أن الظواهر السلبية يا سادة تتمثل في فساد التربية والتعليم وعدم محاربة آفة الدروس الخصوصية وترك المدارس الخاصة تزيد رسومها دون رادع، كما أن الظواهر السلبية تتمثل في العجز في معالجة الازدحام المروري ومشكلة منح رخص القيادة دون ضوابط ومشكلة تطاير الحصى الذي اتلف السيارات، وفساد البلدية بترك الحبل على الغارب بمخالفات البناء، ولا ننسى أن هناك ظاهرة سلبية لابد أن تتم معالجتها وهي اختلال التركيبة السكانية والتي تؤثر أمنياً واجتماعياً وكذلك تدافع العزاب إلى السكن في المناطق النموذجية وسط العوائل بسبب تأجير بعض أصحاب البيوت لهم.
كل هذه الظواهر السلبية تجعلنا نرى كل شيء سلبياً ولكن هناك الكثير من الجوانب الإيجابية في بلدنا الغالي والتي حتماً سأخصص لها مقالاً إيجابياً في المقبل من الأيام، وما هذه السلبيات سوى من صنع بعض البشر وبعض المسؤولين، ولكن وضعتها هنا كي أسلط ضوءاً صغيراً لعل وعسى أن يلتفت أحد من أصحاب الشأن لها، والله المستعان.
تعليقات