تجارة التعليم بدعم رسمي!.. يكتب خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 393 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- تجارة التعليم بدعم رسمي!

خالد الطراح

 

سبق ان تناولت بعض الاعمال اللافتة التي تقوم بها مراكز التصوير والطباعة المنتشرة في كل مناطق الكويت، خصوصا في ما يتعلق بما يسمى بإعداد البحوث او تصميم البوسترات، وهي اعمال يفترض ان يقوم بها الطلبة بأنفسهم، لكن تطور التعليم عندنا منح هذه المراكز لتنتقل من مراكز طباعة وتصوير الى بيع «مذكرات تبسيط للصف السابع المتوسط»!

الصدفة قادتني الى التعرف على هذه التجارة المباركة من وزارة التربية وبعض مدارس التعليم العام، وانا في احد هذه المراكز حين وقعت عيني على رفوف من الملفات تحمل عناوين مختلفة، لكن «حقوق التأليف» محفوظة، فقد طبع على هذه المذكرات بانه «لا يجوز تصويرها إلا بإذن معدها»، وحملت ارقام حقوق ملكية فكرية ايضا، كأي كتاب واصدار لمؤلفات من الباحثين والمفكرين!

في مقدمة مذكرة التبسيط جاء فيها من انشاء لإثراء هذا العمل التجاري «ان الهدف التقدم والرقي بمستوى الطالب ونتائج الدراسة»!

لذلك ايضا قدم صاحب الملكية الفكرية نبذة عما سمي بقوانين المنزل وهي «الصلاة في وقتها والسلام في حال الدخول او الخروج وكل يخدم نفسه ولا تؤمر خادمة الا لضرورة والاسرة وحاجاتها مقدمة على الاصدقاء ولا ضرب ولا لعن ولا سب، ولو سمحت وشكرا كلمتان ضروريتان لا يتنازل عنهما، وغرفتك مسؤوليتك والحب والاحترام المتبادل» الى قوانين اخرى ضمن مذكرة تبسيط!

اطلعت على محتوى تبسيط في اللغة الانكليزية ووجدت انه حشو على الفاضي، حيث ان المعلومات بسيطة جدا ومن ابجديات التعليم المدرسي ان لم تكن ضمن الكتب المدرسية، لكنها تسهم في اثراء تجارة التعليم وليست انحرافا عما يتم تقديمه في المدارس!

الامر المثير الاخر هو ما يسمى «بكراسة اوراق لمادة العلوم للصف الخامس»، الفصل الدراسي الاول من اعداد معلمة و.ف. ورئيسة القسم م.ب. والموجهة الفنية أ.ك. ومديرة المدرسة و.د. مع شعار وزارة التربية على المغلف!

تبين لي ان الكراسة توزع من مدارس تابعة لوزارة التربية، بينما تباع من المراكز مقابل طباعتها ونسخها، فيما تباع المذكرات من مدرسين يعملون في وزارة التربية الى المراكز مقابل اجور اضافية ربما من اجل تحسين الوضع المعيشي، بينما المصدر اساسا كتب دراسية تصرفها وزارة التربية!

ما تقدم مجرد نسخ متواضعة من اعداد هائلة متوافرة لدى مراكز التصوير والطباعة وتباع بمباركة وزارة التربية والهيئة التعليمية وتحمل اسماء المدارس والمعلمين! علاوة على ذلك فقد ابتكر بعض المعلمين ارسال رسائل نصية لتسويق مذكراتهم!

اترك المجال لمسؤولي وزارة التربية في ارهاق حالهم في تقصي مدى مشروعية هذه الاعمال! مع شكي ان يكون هناك صدى لذلك، فالتعليم في واد واهتمامات ومشاغل معظم مسؤولي الوزارة في واد اخر!

ربما تباع يوما فيه الشهادات الابتدائية وتصبح مضروبة مثلها مثل الشهادات العليا الوهمية!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك