الفساد المستشري لن يتم حله عن طريق المجاملات الرخيصة.. هكذا يرى وائل الحساوي

الراي

نسمات- انتفاضة إصلاحية!!

د.وائل الحساوي

 

بدأت سبحة الاستجوابات البرلمانية تكرّ بعد أن قدم ثلاثة نواب من توجهات مختلفة استجوابهم لوزير الإعلام والشباب حول مواضيع عدة أهمها الملف الرياضي!!

ومن الواضح بأن الاستجواب الذي من المفترض أن يقدم اليوم الأحد ليس مقصوداً به وزير الشباب ولكنه صفعة قوية موجهة لأبناء عمه عن طريقه، بعد أن نفد صبر الكويتيين من المماطلة في حل ذلك الملف الشائك!!

لست أفهم في الرياضة شيئاً وليس لدي علم بخلفيات الخلاف الرياضي القائم، ولكني أعلم بأن هذا المجلس جاد في فتح ملفات الفساد وتنظيفها، وإن لم تتنبه الحكومة فإن مصير الكثير من وزرائها سيكون على المحك!!

أما سياسة التخويف من حل المجلس والتحذير من اللعب في الماء العكر فلم تعد تجدي، فالفساد المستشري لن يتم حله عن طريق المجاملات الرخيصة وإن كنا نطالب نوابنا بالتمهل وعدم القفز على المساءلة المغلظة قبل استنفاد جميع الفرص!!

*****

لقد استمتع الوزراء خلال المجلس السابق بفرصة ذهبية بعيداً عن أعين الرقابة البرلمانية، لذلك فقد بينت بأن مجلس 2013 قد أنجز الكثير من ناحية التشريع، لكنه فشل في تحقيق الرقابة على الحكومة!! وأخشى ما نخشاه أن ينجز مجلسنا هذا المطلوب في الرقابة ولكن على حساب الإنجاز التشريعي!!

الشلل الذي أصاب هيئة مكافحة الفساد وتوقف أعمالها حتى قبل أن تُمارس صلاحياتها قد أصابنا بالصدمة والإحباط، فالخلافات بين اعضاء الهيئة وإنشاء لجنة للتحقيق في خلافاتهم يعطي الانطباع بان هذه الهيئة التي تشكلت رغماً عن أنف الحكومة لن تستمر لأنها ستضرّ بالكثيرين وتكشف الكثير من المستور!!

فإذا كان المسؤولون عن مكافحة الفساد قد تحولوا إلى التحقيق لضمان عدم فسادهم، فمتى سيرى الشعب الكويتي أحلامه تتحقق في محاربة الفساد؟! وكيف يصلح الطعام إذا الملح فسد؟!

*****

خطوة طيبة من وزير الصحة برفض طلب نواب بتخصيص «كوتا» لهم للعلاج في الخارج، وكذلك تصريح رئيس الفتوى والتشريع بحرمان 20 مسؤولاً من لقب مستشار وإحالة 38 محامي دولة إلى التحقيق بسبب خسارة القضايا، وكذلك تصدي النائب عمر الطبطبائي لما أسماه العبث الحكومي في مناقصة أنابيب المصفاة الرابعة التي تمت ترسيتها على مقاول متراخٍ والذي طلب 44 شهراً لإنجازها بينما أعمال بناء المصفاة تنتهي في 2019!!

هذه الخطوات الكثيرة المتفرقة في الإصلاح الجزئي في البلد إذا استمرت فسنتمكن بإذن الله من إصلاح البلد خلال سنوات قليلة!!