فارس الوقيان: ليبراليونا مرضى عنصريون متطرفون حمقى ضد البدون وتوحيد الجنسية

زاوية الكتاب

كتب 538 مشاهدات 0


الليبرالية الحمقاء! كتب:فارس الوقيان من بين كل التجارب الليبرالية الموجودة في العالم، تعتبر التجربة الكويتية في الليبرالية بمنزلة انموذج استثنائي بشذوذه عن القاعدة المتعارف عليها على أرض المعمورة، وقد بدأ الكثير من الزوار الأجانب وكذلك العديد من ديبلوماسيي السفارات الغربية للدول الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يعبرون عن دهشتهم، لما لمسوه من تناقضات للرموز الليبرالية في الكويت الذين التقوهم ودخلوا معهم في نقاشات عميقة حول العديد من الملفات والقضايا ذات الشأن المحلي الكويتي، وأيضا الاقليمي والدولي. من ضمن المواقف النادرة التي تعبر عن الدهشة من طبيعة فكر وخطاب الصفوة الوطنية والليبرالية، ان خرجت إحدى الزائرات الغربيات باستنتاج لماح وذكي عمن قابلتهم بالقول: ان هؤلاء الذين نصحوني بمقابلتهم على أساس انهم ليبراليون يتجاوزون فكر ومقولات اليمين المتطرف لدينا في الديموقراطيات الغربية في مفرداتهم القائمة على التمييز والعنصرية والتطرف ضد العديد من الشرائح المجتمعية في بلدهم. لا أعرف في الحقيقة من قابلت تلك المختصة الغربية لدينا في الكويت، كما انني أجهل طبيعة القضايا التي تم التطرق اليها في تلك النقاشات الثقافية، وأحسب انني أدرك وجهة نظرنا تلك نتيجة للمطالعات والقراءات التي أرصدها في خطابات من يمثل التيار الوطني والليبرالي في الكويت، وبالفعل أجد فيها مفردات يعاقب عليها القانون في ما لو كانت لدينا قوانين حازمة وسلطة قضائية فاعلة، فما هو معروف ان تلك التيارات المغرمة بالمفاهيم الديموقراطية وتحرص على بنود وروح الدستور، هي أكثر التيارات السياسية والمجتمعية المعادية للحقوق الانسانية لشريحة البدون، كما انهم يذهبون أبلغ من ذلك في التهديد والوعيد للمسؤولين الذين يتسامحون معهم، وغير ذلك، الكل يعرف أن تلك الصفوة الوطنية والليبرالية تقف بحزم ضد محاولات توحيد درجات الجنسية الكويتية كما أنها ترفض قيم ومفاهيم الدولة الديموقراطية التي تقوم على المساواة والعدالة الاجتماعية والمواطنة، لأنها تضع المواطنين كافة، بغض النظر عن هويتهم المناطقية، على قدر من المساواة معهم، وهم يشعرون بالغثيان من وجود ديموقراطية حقيقية فاعلة في الكويت، خشية من ضياع امتيازاتهم ومواقع الصفوة التي يتمتعون بها مجتمعيا ورسميا وتجاريا في الدولة والمجتمع. مع احترامي لجميع الواقفين في طابور الانموذج الليبرالي الكويتي، لا بد من القول ان الليبرالية الراهنة في الكويت هي ليست ليبرالية عقلانية انسانية متوازنة، بل هي ليبرالية مريضة حمقاء لا يمكنها المساهمة في التنمية ومساعدتنا لتحقيق الاصلاح المنشود، لأنها ليبرالية طبقية انتقائية تقوم على التمييز والتفرقة، كما انها لا تحمل مفاهيم تقدمية، بل تحبس نفسها في قفص طبقي ضيق تستدرج الآخرين لعقر دارها من أجل الانقضاض عليها، فهل تفرض ليبرالية بهذه الحماقة والجهل في أصول اللعبة السياسية احترامها على الآخرين في الوقت الذي تتمدد به التيارات الأخرى لأقصى المسافات من أجل كسب النفوذ وتحقيق الانتصارات تلو الأخرى؟
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك