رغم مرور أكثر من عقدين .. الكويت والعراق.. أزمة لم تنته!.. هكذا يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 559 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- الكويت والعراق.. أزمة لم تنته!

ناصر المطيري

 

رغم مرور أكثر من عقدين ونصف العقد من الزمن على تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي ماتزال لغة التهديد العراقية متواصلة تبرز بين الفينة والأخرى حسب الحاجة السياسية أو الاقتصادية التي تتطلبها كل مرحلة، وان أي هدوء أو وئام سياسي مع العراق سوف يبقى مؤقتا وهشا لا يتجاوز الحدود البروتوكولية الدبلوماسية الشكلية، فمشكلتنا الحقيقية مع العراق ليست ببنود وقرارات دولية أو تصريحات هنا وهناك أو قضية فتح سفارة وتبادل سفراء بل المشكلة أعمق تضرب جذورها في قضية أصبحت بمثابة عقيدة وثقافة ترسخت في نفوس أجيال عراقية تربت على عدم الايمان باستقلال دولة الكويت وسيادتها لذلك تبقى الأزمة مع العراق مفتوحة ومزمنة حتى ولو مارس العراقيون في بعض المراحل أسلوب «التقية السياسية».

هل من المصادفة المحضة أن يتزامن اقتراب الذكرى السادسة والعشرين لتحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي مع تصريحات تهديدية يطلقها متظاهرون عراقيون تحركهم أياد خبيثة لا تريد للمنطقة خيرا ولا استقرارا ؟ بل هي في يقيني مقصودة وموجهة.

العراق الذي غزا الكويت واحتلها سنة 1990 لم يتغير فيه سوى شخص رئيسه المقبور صدام حسين، فبقيت الذهنية الشعبية العدائية لدولة الكويت كامنة لدى أغلب العراقيين لاتمحوها السنون وتقلب الأيام.. فالعقل العراقي الباطن مازال يضمر العداء للكويت ويعتبرها أرضا مقتطعة من العراق حسب ما غذته بذلك الثقافة الاعلامية الصدامية طوال ثلاثين عاما من عهد البعث العراقي.

لذلك ورغم تحرير دولة الكويت قبل خمسة وعشرين عاما لم تتوقف التصريحات من مسؤولين رسميين وشعبيين في العراق تردد عدم الاعتراف بترسيم الحدود مع الكويت الذي تم وفق قرارات دولية، ومازال البعض يكرر في كل عام أكثر من مرة التهديد والابتزاز ضد الكويت..

المؤسف أنه برغم ذلك كله دولة الكويت هي التي تبادر بمد يد التواصل مع العراق وهي من تبدأ بالصفح ومد الجسور السياسية والاقتصادية وتقديم الدعم واسقاط دعاوى الحقوق والمطالبات الكويتية من أجل «شراء ود العراقيين» واحتواء نواياهم العدوانية، والمبادرات لتنظيم مؤتمرات المانحين.. حتى ان دولة الكويت تبدو وكأنها هي التي تعتذر وتطلب الصفح من العراق عن جريمة الاحتلال.

وتأتي الأحداث الأخيرة حول «خور عبدالله» في وقت وصل فيه التعاون الكويتي والدعم للعراق مستويات كبيرة، فالاستثمارات ورؤوس الأموال الكويتية تدخل العراق من كل الجهات، وتدشن الكويت خط رحلات الطيران مع العراق وتبدأ الوفود الاعلامية والاقتصادية زياراتها لبغداد لتعزيز التواصل والتعاون، ولكن دون جدوى.. التهديدات لم تتوقف.. والموقف الحكومي العراقي الرسمي صامت ازاء ردع الأصوات العدائية ضد الكويت، لتتجدد الأزمة العراقية - الكويتية ومعها تنكأ الجروح على ذاكرة التاريخ وخلافات الجغرافيا.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك