جلسات الحوار بين مسؤولي الدول لا تنطبق بالضرورة مع ما يعلن عنها بالتصريحات الصحافية.. برأي عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب فبراير 8, 2017, 12:20 ص 442 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- ضجَّة في العلن.. وهدوء في الخفاء!
عبد المحسن جمال
لم تعد السياسة الدولية سراً غامضاً على المتابعين السياسيين للاحداث الدولية وتاريخ العلاقات بين الدول، ناهيك عن المختصين وعلماء السياسة.
فأول هذه الدروس ان تصريحات العلن قد تختلف عما يقال بالخفاء، وجلسات الحوار بين مسؤولي الدول لا تنطبق بالضرورة مع ما يعلن عنها بالتصريحات الصحافية.
لذلك، علينا الا نندفع سراعا الى تحليلات مستعجلة كلما استمعنا الى تصريح هنا او تصريح هناك لاحد المسؤولين في هذه الدولة او تلك. فبعض هذه التصريحات تكون مدروسة بعناية، وهدفها طرف ثالث، او ابتزاز لاطراف بعينها، او لاغراض اخرى.
ويستخدم الكثير من السياسيين اسلوب «اياك اعني واسمعي يا جارة»، في تعاملهم مع الاحداث.
ولو استعرضنا تصريحات الساسة الاميركان هذه الايام تجاه ايران، فسنجدها تصريحات تكررت في اكثر من ادارة اميركية سابقة من دون ان تنفذ، بل حدث العكس، حيث انهت الادارة الاميركية السابقة في عهد الرئيس اوباما الملف النووي الايراني بالاشتراك مع بقية الدول الكبرى، بل ان الحل صار من خلال اتفاقية دولية ملزمة لكل الاطراف.
لذلك، فان ما تقوم به ادارة ترامب من تكرار لهذه التهديدات ليس الا سيناريو مكرراً لما قبله، والهدف منه تخويف دول اخرى لأغراض لم تعد خافية على ذوي الالباب.
وفي الاتجاه نفسه، فان تصريحات الادارة الاميركية السابقة المتكررة ضد تنظيم داعش الارهابي قابلتها مفاجأة الرئيس ترامب الذي اتهم اوباما وهيلاري كلينتون بانهما من اوجدا داعش ودعماها!
والملاحظ أنه مع ان تصريحات ترامب هذه كانت كالصاعقة، فإن وسائل الاعلام الاميركية تغافلتها، ولم تسلط الكثير من الاضواء عليها، وذلك بذاته يدعو الى الاستغراب!
من هنا، فان المفترض على المحللين السياسيين التريث في التحليل الا بعد معرفة الفارق بين التصريح الواقعي والتصريح من اجل الابتزاز السياسي.. وفهم ما يدور من مباحثات خلف الكواليس، وما يُطرح من تصاريح للعامة.
ولعل تهديدات ادارة اوباما لايران كانت تأتي في الوقت نفسه الذي كان وفداهما يجتمعان في بلد خليجي للتفاوض على انهاء الملف النووي الايراني، الذي توصلا لانهائه بعد فترة.
فكانت التهديدات العلنية شيئاً، وما يدور خلف الكواليس شيئاً آخر.
تعليقات