فيحان العتيبي يكتب عن معايير الملحقين الإعلاميين ويطالب بإنصاف القضاع
زاوية الكتابكتب يوليو 30, 2007, 7:52 ص 601 مشاهدات 0
الرأي المحلي
الإعلامي المناسب في المكان المناسب!
كتب:الدكتور فيحان العتيبي*
الإعلامي المناسب
في المكان المناسب!
الخطاب الإعلامي الكويتي يعيش حاليا حالة ضبابية وعدم
اتزان وغير مدرك للتغيرات التي تجري من حوله، لأنه يفتقد
الى أصحاب الخبرة والاختصاص والمهنية، والى نقص شديد في
الموارد المالية، فالإعلام الكويتي فشل في كسب تأييد
الشارع العربي فشلا ذريعا، ولم يستطع الوصول الى عقول
المفكرين والإعلاميين العرب، وفشل في التغلغل في مد علاقات
مع النقابات والأحزاب السياسية المؤثرة والنشطة في الدول
العربية والصديقة، بل إن أغلبية العرب ما زالوا يعتقدون ان
الكويت ما هي الا بئر نفط ورعاة للإبل، وليست لديها ثقافة
أو حضارة أو ديموقراطية، ولا تتمتع بأي من مقومات الدولة
الحضارية.
تراجع الإعلام الكويتي ليس وليد اللحظة ومسؤوليته لا تقع
على عاتق وزارة الإعلام وحسب، وانما تقع على عاتق
البرلمان، خصوصا أعضاء مجلس الأمة، الذين يتدخلون بشكل غير
مباشر في هدم المنهجية والنظام القائم في اختيار الملحقين
الإعلاميين الذي يعتمد على الخبرة والكفاءة العالية في
التواصل الإعلامي مع الآخرين، فهذا «التوسط» النيابي يرسخ
مفاهيم خاطئة ويوصل إلى هذه المراكز الإعلامية أشخاصا غير
أكفاء وغير مؤهلين، ويحرم من هم أقدر وأكفأ وأصلح بتبوء
المناصب الإعلامية في الخارج، لا سيما ان هؤلاء الملحقين
الإعلاميين سينقلون الخطاب الاعلامي الكويتي إلى المحافل
الدولية والعربية، وسيمثلون الكويت اما التمثيل الذي يليق
بها وإما العكس، لذا نناشد النواب عدم ممارسة الضغط على
قياديي وزارة الإعلام لاختيار أشخاص محسوبين عليهم أو
التجديد لمن ثبت عدم قدرتهم وفعالياتهم في هذه المناصب.
وزير الاعلام عبدالله المحيلبي، صرح قبل أيام بأن الوزارة
لن تختار الملحقين الا وفق معايير الكفاءة والخبرة، وبأن
الأولوية ستكون لأبناء الإعلام الخارجي، وهذه المبادرة
تسجل للوزير المحيلبي الذي يريد تغيير منهجية الاختيار
ووضع آلية جديدة تسير عليها الوزارة مستقبلا بعيدا عن
التدخلات النيابية، على الرغم من انه يدرك ان هذه الآلية
ستفتح عليه هجوما نيابيا لا قبل له، الا انه لن يرضى بظلم
أصحاب الخبرة والتخصص وسيضع حدا لهذه الضغوط.
الإعلام الكويتي يحتاج الى إعادة نظر وتقييم شامل لأدائه
طوال السنوات السابقة وفق منهجية علمية ودراسة تخصصية تبين
مواطن الخلل، وتضع الحلول المناسبة لمواكبة الأحداث
العربية والدولية في ظل التطور الفضائي والمعلوماتي، لأن
سياسة «حب الخشوم» الكويتية لن تجدي نفعا في تطور الخطاب
الإعلامي الكويتي، ولن تحقق للكويت أي رصيد إعلامي.
ويجب ان يعلم مسؤولو وزارة الإعلام علم اليقين ان الحل ليس
بتغيير الوجوه في المكاتب الإعلامية الخارجية، لأنه سيحل
جزءا من المشكلة، إنما الحل يكمن في تغيير منهجية التعاطي
مع الحدث والتفاعل معه بالصورة السليمة ووضع الإعلامي
المناسب في المكان المناسب.
* * *
مدير المكتب الإعلامي في القاهرة الأخ محمد القضاع من
الإعلاميين المتميزين ومن أبناء الإعلام الخارجي، وكانت له
تضحيات كبيرة في تحمل المشاق من أجل ابراز سمعة الكويت في
مصر، وله علاقات ممتازة مع الإعلاميين المصريين وبعض النخب
ورجال الفكر والسياسة في القاهرة، ولا يجوز حاليا التحامل
عليه بعد ان أدى دوره على أكمل وجه وأحسن صورة، أو الصاق
التهم به أو التقليل من شأنه، ونناشد وزير الإعلام إنصاف
هذا الرجل المعروف عنه بالنزاهة والعمل المتواصل لأجل
الكويت، لأنه يستحق التكريم لا التجميد!
الوسط
تعليقات