عايد المناع يحذر من الطائفية
زاوية الكتابكتب يوليو 30, 2007, 8:16 ص 620 مشاهدات 0
احذروا التعصب الطائفي
أيا كان نوع التعصب فهو مقيت ونذير شؤم لمستقبل جهنمي، وهنا فإنه لا فوارق كبيرة
بين التعصب العرقي وبين التعصب الديني وربما يكون التعصب الطائفي أو المذهبي هو
الاسوأ في العالم الاسلامي ودون دخول في تفاصيل التعصب العرقي والديني فإنه تكفي
الاشارة الى ان من اهم عوامل انهيار الخلافة الاسلامية العثمانية هو هيمنة التعصب
العرقي المتمثل بالعمل على »تتريك« العالم الاسلامي وبالذات الجوار العربي بقيادة
عصبة الاتحاد والترقي التي كانت ومن منطلقات قومية تسعى الى إلغاء القوميات واللغات
والخصوصيات الاجتماعية والثقافية الاخرى والعمل على دمجها بمكونات القومية التركية.
هذا المفهوم القومي المتعصب ومهما كانت مبرراته من قبل الدعاة له ادى الى رد فعل
مضاد هو ايقاظ الفكرة القومية العربية المناوئة للهيمنة التركية واذا كان العرب قد
تمسكوا بحقهم بذلك من منطلق ان امتهم هي حاضنة العقيدة الاسلامية التي باسمها
تحكمهم السلطة العثمانية وان اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم والذي هو المصدر
الرئيسي والاهم للتشريع في الدولة الاسلامية واذا كانت نزعة »التتريك« قد قابلت
الرفض العربي بالقمع السلطوي فإن الطرف الوحيد الذي استفاد من ذلك الصراع هو القوى
الاستعمارية الصاعدة وهي بريطانيا وفرنسا اللتان فرضتا هيمنتهما على بلاد كثيرة من
العالم الاسلامي وبالذات العربية منها وأجهزتا على ما تبقى من انفاس الدولة
العثمانية التي ربما لو لم يتدخل الجيش بقيادة مصطفى كمال اتاتورك لكانت تركيا
الحالية قد تمزقت واصبحت كما هي حال جيرانها العرب دولا عدة.
هذا مجرد مثال وقد لا يكون دقيقا من الناحية التاريخية لكن ما هو اخطر منه وخاصة
على مستوى الجبهات الداخلية وفي العلاقة بين المذاهب والدول هو التعصب الطائفي الذي
مهما كانت مبرراته العقائدية الا انها لا ينبغي لها ان تعلو على مصالح الامم
والشعوب واذا كان من حق الفقهاء ان يتحاوروا بشتى الوسائل الممكنة بهدف التوصل الى
الحقائق ومواجهتها ببعضها وبالادلة المؤيدة والمعارضة، واذا كان من حق الكتابات
العقلانية والموضوعية والرصينة ان تجد طريقها الى النشر وان يتقبل مؤلفوها وكتابها
ردوداً واجتهادات بل وطعون المعارضين لهم وخاصة اهل الاختصاص والاطلاع فإن أي نشر
أو تعبير وبأي وسيلة يهدف فقط الى ازعاج أتباع الطائفة أو الطوائف الاخرى أو يعتقد
فاعله بانه يهدف الى ازالة الغشاوة عن عيونهم من خلال تسفيه معتقداتهم أو رموزهم
الدينية فإن ذلك ليس ابدا مجادلة بالتي هي احسن وليس دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة
وانما هو تحريض واستدعاء للتعصب الطائفي المضاد واذا كان ليس خافيا على احد من
المسلمين وغيرهم ما بين الطائفتين الكبيرتين السنة والشيعة من خلافات مذهبية والتي
هي موغلة في تقادمها وهي خلافات بعضها جذري وليس متوقعا لها ان تنتهي بل ان
المتعصبين في كلا الطائفتين يسعون جاهدين ـ كما فعلوا في كل حين ـ لأن يعمقوا هذه
الخلافات من خلال تمجيد الذات المذهبية والاستخفاف بالمذهب الآخر واعتباره اجتهادات
ومساعي مضللة أو غير شرعية.
ونقول بصراحة ان السنة عموما لا يؤمنون بإقامة اضرحة ولا يقيمون وزنا لزيارة قبور
الاولياء لكن هذا لا يبرر لفقهاء اسلاميين من اهل السنة ان يثيروا أتباع المذهب
الشيعي بالدعوة الى هدم اضرحة وقبب تعتبر بالنسبة للاخوة الشيعة من اهم المقدسات.
ان هكذا دعوة لا تقل خطرا وضررا عن اطروحة اخرى مضادة تستخف وتطعن ببعض الخلافاء
الراشدين وباخلاق بعض امهات المؤمنين وهذه التصرفات من أي اتجاه صدرت انما هي دعوة
الى الاحتراب الطائفي الذي عانى منه لبنان في السابق ويعاني منه العراق وباكستان
الوطن
تعليقات