خالد الجنفاوي: لبراليو الكويت فئويون طبقيون منغلقون

'الليبرالية' في الكويت 'موضة' فقط لاغير ! لأن ما نعرفه اكاديميا حول »الليبرالية« هي انها فلسفة وفكر غربي راق يرتكز على »التقدم« وعلى الاعتقاد ان الفرد العادي خلاق وخلوق ومستقل بطبعه, ولاننا نعرف كذلك ان الليبرالية الحقيقية تدعو لحماية الحقوق السياسية والمدنية للافراد وتحارب التفرقة والظلم وضيق الافق فنعتقد ان ثمة »مشكلة« ليس لها حل في طريقة استيعاب البعض ممن يدعون اعتناق »الفكر الليبرالي« في الكويت وهذه المشكلة تتضح بشكل كبير في عدم واقعية وصدق تطبيقاتهم »الليبرالية« على ارض الواقع, فما يتحدث ويكتب عنه البعض شيء وما يجري على ارض الواقع هو شيء اخر ومختلف تماما, والامثلة حول ما نتحدث عنه هنا من تناقض فج بين ما يُنادى به وما يحدث على ارض الواقع لا مجال لذكرها لضيق المساحة, فالوضع الليبرالي بشكل عام في الكويت, اللهم الا من رحم ربي, لا يتجاوز كونه بدعة وموضة او تقليعة موسمية يتداولها البعض من دون ان يلتزموا بشكل حقيقي بمسؤولياتها وواجباتها الثقافية والاخلاقية, فاليبرالية التي يمارسها البعض في الكويت فيما بينهم ليس فيها اي نوع من التقدم, بل هي راسخة في التخلف و'الرجعية' بل هي ليبرالية 'استثنائية' احتكارية لا تدافع سوى عن مميزات طبقية وفئوية معينة وهي اهداف بعيدة كل البعد عن ما يمارسه الليبراليون الغربيون ولهذا فافضل لمن يدعي الليبرالية ان يسعى اولا للتخلص من الرواسب الطبقية والفئوية والتي مازالت ملتصقة باذهان البعض والتي شوهت الفكر الليبرالي التاريخي وجعلته هذه الايام مطية يتسلق على ظهرها »الفوبائيون« الكارهون للآخر فقط لأنه آخر! ان تكون ليبراليا فكريا وعمليا هو ان تسعى لنشر مبادئ المساواة والعدل والامانة وحرية الرأي والفكر واحترام خصوصية الاخر في بيئتك المحلية بينما تحاول في الوقت نفسه وبقدر استطاعتك التخلص من ضيق الافق والذي عادة ما يتواجد بين اعضاء المجموعات العرقية والفكرية والطبقية المغلقة. فالليبرالية ليست فقط هجوما مكثفا وعلى طول الخط على الاسلاميين او غيرهم من المحافظين ولا يمكن ان تُختزل كذلك في محاولات حثيثة لتطبيق مبادئ اخلاقية مستوردة بشكل عشوائي بل هي فكر والتزام ومهنية عالية المستوى وتطبيق علمي وعملي واخلاقي يحث الانسان العادي على ان يصبح افضل انسانيا وليس اكثر فئوية او طبقية او اكثر انغلاقا من ذي قبل!