نبيل العوضي يرد على منتقديه: ظهوري في الفضائيات حلال
زاوية الكتابكتب أغسطس 2, 2007, 8:44 ص 710 مشاهدات 0
يا شيخ
تغيرت!!
كتب:نبيل العوضي
أرسل لي أحد الناصحين رسالة عبر بريدي الالكتروني يلومني على كتباتي في جريدة
»الوطن« بسبب أنه يعرفني في محاضراتي الايمانية، ويلومني على اتجاهي اتجاها آخر،
وذلك بالكلام عن المنكرات والحديث عن أمور حساسة كما يقول، ولبس لباس لا يصلح لي!!
ومع احترامي لهذا الاخ الناصح وغيره ممن انتقدني بأحاديثي في البرنامج السابق »ساعة
صراحة« ومع احترامي لبعض الذين يظنون أن الداعية أو الواعظ يجب ألا يتجاوز في حديثه
الكلام عن الموت والقبر واليوم الآخر، أو بعض العبادات أو الأخلاق أقول مع احترامي
لهم الا أنني أخالفهم الرأي تماما!! فالداعية الحقيقيـ وأرجو أن يجعلني الله منهمـ
يجب أن يخالط الناس ويعرف حاجاتهم الحقيقية، يعيش مع الناس همومهم، ويراعي مصالحهم،
الداعية الحقيقي ليس الذي اكتفى بالجلوس في محرابه، أو يمضي نهاره مع مسبحته ولكنه
الذي يصدع بالحق، ويحارب المنكرات ويدعو أهل الغفلة ويذكرهم بالله ولا يخاف لومة
لائم.
كم من الناس ينكر علينا اقامة المحاضرات في الأسواق أو في المخيمات أو في الحدائق
العامة، بحجة وجود الاختلاط!! وكأن الاختلاط لم يكن موجودا من قبل اقامة هذه
المحاضرات!! أو لم يعرف حاجة الناس في هذه الأماكن خاصة للمواعظ والنصائح بل انني
أظن أن الحديث عن بعض الأماكن المحرمة والمشبوهة وفضح المفسدين في البلاد الذين
أهلكوا الحرث والنسل، وتحذير الناس من بعض المنكرات من أوجب الواجبات، مثلما فعلنا
في حديثنا عن قنوات السحر والشعوذة، وأشرطة البلاي ستيشن الجنسية، وبعض صالات
البلياردو وبعض الصالونات والمعاهد الصحية وغيرها مما انتبه منه الغيورون وأولياء
الأمور.
وكذلك الحديث عن الظلم الاجتماعي الواقع على فئات من المجتمع مثل الحديث عن عضل
النساء ومنعهن من الزواج لأسباب تافهة، أو ظلم الزوجات أحيانا، أو ظلم من سموا
»بالبدون«، أو مجهولو الوالدين أو العمال أو الخدم أو غيرهم ممن لا يجدون لهم
نصيراً.
ولا أظن ان هناك مشكلة اذا تحدث الداعية عن أخطاء أعضاء مجلس الأمة أو دعاهم لتحمل
مسؤولياتهم، لأنهم في النهاية بشر ويخطئون ويحتاجونـ كما يحتاج الدعاة ايضاـ الى
النصيحة والتذكير، فالنصحية تكون لعامة الناس كما تكون لخاصتهم وولاة أمورهم،
فاقرار قانون في مجلس الأمة قد يسبب فساداً كبيراً في المجتمع اذا خالف شرع الله
وقد يسبب اصلاحا كبيرا اذا وافق الشريعة.
مازال الكثيرون يعاتبونني على ظهوري في الفضائيات بحجة أنها ليست ملتزمة بضوابط
الشريعة، ومازلت أشكرهم على حرصهم علي ولكني أيضا مازلت مقتنعاً بمشروعية ظهوري
فيها.
قد لا يقتنع البعض بأسلوبي وأسلوب غيري ممن نرجو من الله أن يجلعنا دعاة اليه، ولكن
هذا لا يعني أن يلغي كل منا الآخر، بل ربما يكون في اختلافنا في وسائل الدعوة
وطرقها رحمة للأمة، ووصولاً لقدر أكبر من الناس، وربما يكون كل منا مرآة لأخيه،
مكملا له في بناء المجتمع المسلم، فكل ميسر لما خلق له.
أخيراً.. ربما من استمتع فقط لبعض محاضراتي الايمانية لا يعلم أن الجانب الآخرفي
مجال الدعوة هو الاصل في طبيعتي!!... بل انني ربما الى الآن ما تحدثت عن أمور كثيرة
بشفافية وصراحة وجرأة مراعاة للكثيرين!... لكن لكل حادث حديث، وأسأل الله التوفيق
والاعانة.
الوطن
تعليقات