صلاح الفضلي يحذر من الوقوع في فخ الإعلام الأمريكي لمعاداة إيران، ويطالب إيران بضبط ألسنتها

زاوية الكتاب

كتب 452 مشاهدات 0


فلسفة هل إيران خطر على دول الخليج؟ كتب:صلاح الفضلي من يتابع المقالات التي تنشر في الصحافة الخليجية بشكل عام والصحافة الكويتية بشكل خاص في ما يتعلق بـ «الخطر» الإيراني على دول الخليج، ربما تعيد اليه هذه الكتابات حقبة الثمانينات عندما كانت علاقة ايران مع دول الخليج في أوج توترها إبان الحرب العراقية - الايرانية، إذ كانت شعارات تصدير الثورة من قبل ايران، وشعارات الدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي من قبل الاعلام العراقي، وقسم كبير من الصحافة الخليجية تتصارع في ما بينها، وإذا كانت وسائل الاعلام المحلية والخليجية واقعة تحت رحمة المكينة الاعلامية العراقية في ذلك الوقت، فإنه يبدو أن وسائل الاعلام الخليجية واقعة في الوقت الحاضر تحت رحمة الإعلام الأميركي الذي يصور لدول المنطقة أن إيران بتطلعاتها النووية خطر داهم على أمن هذه الدول. المتخوفون في الدول الخليجية من ايران على قسمين: القسم الأول يتخوف من ان الصراع الإيراني- الأميركي قد يجر على المنطقة الويلات لو حدثت مواجهة عسكرية بينهما على خلفية البرنامج النووي الايراني. القسم الآخر ممن يحذرون من الخطر الايراني لا ينطلقون من منطلقات واقعية، وإنما من منطلقات ايديولوجية. ولعل استخدام البعض مصطلحات من قبيل «الخطر الفارسي» بدلا من الخطر الايراني يمثل نموذجا على مثل هذه الكتابات الحادة التي تعبر عن مواقف مسبقة. هذا التخوف «الشعبي» يقابله موقف رسمي كويتي مغاير يؤكد على طبيعة علاقة الصداقة والتفاهم القائمة بين الكويت وإيران، كما جاء على لسان سمو ولي العهد، إذ اعتبر أن ايران دولة صديقة، وأنه لا اساس للتخوف من الخطر الايراني، ويشاطر هذا الموقف الرسمي الحكومي موقف رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي الذي صرح اكثر من مرة ان من حق إيران ان تطور برنامجها النووي، وأن هذا البرنامج لا يشكل خطرا على دول الخليج. على المستوى الرسمي فإن الخطاب الايراني تجاه دول الخليج في مجمله هو خطاب ايجابي لجهة إقامة علاقات طيبة بينها وبين دول الخليج، لكن تصريحات بعض الشخصيات الايرانية غير الرسمية، وآخرها التشكيك بسيادة دولة البحرين، وقبله الاعتداء على الديبلوماسي الكويتي محمد الزعبي، تتقاطع في بعض الأحيان مع الموقف الرسمي لإيران، وتؤثر سلبا في مصداقيته، وتضع ايران في موقف حرج، وتثير شكوكا كامنة في النفوس، برغم من وجود بعض المنغصات في العلاقة الخليجية- الايرانية فإن المطلوب عدم النفخ في هذه القضايا، لأن أوضاع المنطقة لا تحتمل مزيدا من التصعيد والاحتقان، ومن مصلحة دول الخليج ان يكون لها علاقات ودية مع ايران، فإيران- شئنا أو أبينا- قوة كبيرة في المنطقة لا يمكن تجاهلها كما قال وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح. وإذا كان ظهور بعض الكتابات الانفعالية من بعض الكتاب أصحاب المواقف المسبقة في تحليل الموقف الايراني تجاه دول الخليج متوقعا، فإن العتب كبير على بعض «الخبراء» والاكاديميين الذين ينساقون وراء عواطفهم وانفعالاتهم في شرح المشهد السياسي في المنطقة. أتمنى ان نستفيد من درس الثمانينات، وألا نقع في فخ المكينة الاعلامية الأميركية التي تحاول ان تصور إيران بأنها سوف تبتلع دول الخليج، وفي المقابل فإن ايران مطالبة بضبط ألسنة بعض سياسييها المنفلتة.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك