الحراك الانفصالي في العالم.. يكتب ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 440 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- الحراك الانفصالي في العالم

ناصر المطيري

 

يبدو أننا نشهد حقبة تغير في الخارطة الجيوسياسية في العالم جراء ما يحصل من حركات انفصالية لأقاليم عن دولها الأم في أوروبا وآسيا وأفريقيا، هذا الاتجاه الجديد له اسبابه السياسية والقانونية وينتج آثاره وتداعياته على الأمن والسلم الدوليين.

في الوقت الراهن تتزامن حالتان انفصاليتان الأولى في كردستان العراق والثانية في اقليم كاتالونيا في إسبانيا وكلتا هاتين الحالتين تشتركان في الظروف والعلاقة مع الوطن الأم من حيث الجذور التاريخية واختلاف اللغة وما يعانيه الاقليمان الكردي والكاتالوني من ظروف سياسية واجتماعية داخل الدولة المركزية.

واشتدت حدّة النزعة الانفصالية نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين ووصلت ذروتها بعد انفصال كوسوفو عن صربيا سنة 2008 ثم انفصال جنوب السودان عن شماله في 2011؛ واليوم تتغذى هذه الحركات من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمرّ بها بلادها والعالم، وتعتبر حركة البوليساريو من أبرز الأمثلة الانفصالية في منطقة المغرب العربي، ومؤخّرا الحركة الانفصالية جنوب اليمن، وظهور نزعة انفصالية شرق ليبيا.

ولعل مايجري في منطقة الشرق الأوسط اليوم من حروب وأزمات تمتد من اليمن إلى العراق وسورية هي أحداث تهيئ الأرض إلى بروز حالة من التقسيم والانفصال العرقي والطائفي والسياسي، فاليمن يتجه حسب تطوراته الراهنة إلى الانفصال والعراق بلد يواجه خطراً محدقاً بالتقسيم بدأت أولى ارهاصاته مع الاستفتاء الكردي قبل أيام، وسورية هي الأخرى تتمزق، لذلك يبدو أن نبوءة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس التي أطلقتها في سنة 2007م تتحقق تدريجيا عندما أعلنت عما أسمته بـ «حدود الدم» التي ترسم خارطة الشرق الأوسط الجديد.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك