كيف انحسرت المشاعر العربية المعادية لإسرائيل؟ .. ناصر المطيري متسائلا

زاوية الكتاب

كتب 954 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- التطبيع الخليجي مع إسرائيل

ناصر المطيري

 

إذا كانت هذه هي حدود وسقف المواقف العربية والإسلامية والدولية أيضا في ردة فعلها تجاه القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل فإن الطريق أصبح ممهداً وسهلاً للإعلان التدريجي لقيام علاقات طبيعية بين دول عربية وخليجية مع الكيان الصهيوني ، فلن تتجاوز ردة الفعل وقتها عددا من البيانات الورقية والمؤتمرات الكلامية المناهضة وتمضي سفينة التطبيع التي بدأت خطواتها الناعمة والصامتة منذ سنوات بين بعض الدول الخليجية وتل أبيب.. قبل أكثر من ثلاث سنوات وتحديدا في ابريل 2014 صرح وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالقول: «إن المشاعر العربية المعادية لإسرائيل انحسرت أمام القلق المتزايد من إيران، وان هناك تفاهماً على أن الخطر الحقيقي لا يتمثل في اسرائيل أو اليهود أو الصهيونية، بل في إيران والجهاد العالمي وحزب الله والقاعدة»، وأشار ليبرمان وقتها إلى أنه على اتصال مع عرب وخليجيين معتدلين وأن ما يعنيهم هو أن هناك بطاقة حمراء واحدة هي إيران.

هل صدقت مقولة ليبرمان في واقعنا السياسي اليوم؟ وكيف انحسرت المشاعر العربية المعادية لإسرائيل؟

نضع تلك التساؤلات ونحن نتابع الجدل الشعبي الدائر في دول مجلس التعاون الخليجي حيث تنقسم الآراء بين أغلبية مناهضة للتطبيع وتعتبره خيانة عظمى للمبادئ ودماء الشهداء والمقدسات الإسلامية، وأقلية تنظر من زاوية الواقع والمصالح السياسية وتستقرئ التحولات الاقليمية وموازين القوى في المنطقة فترى القبول بالتطبيع مع اسرائيل بل تراه ضرورة في هذه المرحلة التاريخية. العديد من مظاهر التطبيع شبه الرسمية بدأت تطفو إعلاميا على السطح السياسي في الخليج بعد أن كانت تلك المظاهر تجري سرا وعلى استحياء ، وتمثل ذلك ببعض الوفود الشعبية والاقتصادية من بعض الدول الخليجية التي يممت وجهها شطر تل أبيب تحت ذرائع سياحية أو تجارية أو علاجية وغير ذلك ، المفارقة العجيبة أنه في الوقت الذي تحظر فيه بعض الدول التي كانت ترى في التقارب مع اسرائيل كفرا بواحا وخيانة للأمة والدين وتحظر على مواطنيها السفر إلى اسرائيل يتفاجأ الجميع بقيام جنرال أمني سابق ورئيس مركز دراسات استراتيجية ووفد مرافق له بزيارة «توصف بأنها غير رسمية» إلى القدس يلتقي فيها مع مسؤولين اسرائيليين ويعود لبلاده مشيدا بهذه الزيارة ونتائجها الايجابية.

صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ذكرت في تقرير لها شهر مايو الماضي أن من خطوات بناء الثقة التي يمكن أن تشملها عملية التطبيع الخليجية ، إصدار تأشيرات للفرق الرياضية الإسرائيلية والوفود التجارية للمشاركة في الفعاليات الاقتصادية في هذه الدول، بل وإدماج إسرائيل بشكل أفضل في هيئات التجارة والأعمال الإقليمي وفق ما تقول الصحيفة

وتضيف بأن: «مبادرة دول الخليج، تؤكد أن هناك تحسناً كبيراً في العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج في السنوات الأخيرة، بفعل المخاوف المشتركة من إيران وتنظيم الدولة».

واقع اليوم الذي أصبحت فيه إيران تشكل خطرا على أمن دول الخليج مع متغيرات الأحداث الراهنة ربما يكون عاملا مرجحا لدفع العلاقات الخليجية - الاسرائيلية نحو التطبيع العلني خلال فترة زمنية لن تكون بعيدة، وهذا ربما تفرضه ضرورات سياسية استراتيجية لدول المنطقة تتجاوز العواطف الجماهيرية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك