دروس دبلوماسية كويتية من الأزمة الفلبينية .. بقلم ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب مايو 1, 2018, 11:52 م 3219 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- دروس دبلوماسية كويتية من الأزمة الفلبينية
ناصر المطيري
من الحماقة والخسران لأي دولة تدخل في معركة دبلوماسية سياسية ضد دولة الكويت لأن هذا الميدان الدبلوماسي هو قوة الكويت الحقيقية كونها تستند اولا الى حنكة اكبر وأخبر دبلوماسي في العالم حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، ومايحظى به من ثقة ومكانة دولية.. وثانيا هناك فريق سياسي كويتي بوازرة الخارجية تدرب وتربى على مدرسة صباح الأحمد الدبلوماسية يتقدمهم نائب رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد يعضده رجل الدبلوماسية المخضرم نائب وزير الخارجية السفير خالد سليمان الجارالله وطاقم شباب متميز ونشط في الوزارة وبعثاتها الخارجية.
نقول ذلك ونحن نتابع الدرس الدبلوماسي العملي لدولة الكويت الذي يقرأه العالم لادارة الأزمة الدبلوماسية مع الفلبين، هذا الموقف الذي اتصف بالتأني والحكمة من جهة وبالحزم والحسم من جهة مقابلة، الأمر الذي حفظ لدولة الكويت هيبتها ومنحها المصداقية والحفاظ على مستوى لائق وراقٍ من التعامل الدبلوماسي وفق الجوانب البروتوكولية المتوافقة مع المبادئ والقيم السياسية للدول المحترمة.
الدرس الأول الذي نستلهمه من المدرسة الدبلوماسية الكويتية في الأزمة مع الفلبين هوالنجاح الكويتي في افشال مسعى الرئيس الفلبيني لجر الدبلوماسية الكويتية الى مستوى متدنٍ من الحوار السياسي فحافظ المسؤولون في الخارجية الكويتية على هدوئهم الواثق وتساميهم في التعاطي المنضبط ازاء التصريحات غير المسؤولة التي صدرت عن الرئيس الفلبيني، فكسبت الكويت بذلك الجولة الأولى من المعركة الدبلوماسية.
الدرس الثاني والمهم هو ان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مارس دوره كرجل دولة وأثبت قدرة عالية في اتخاذ الموقف القانوني والسياسي السليم والثابت، وفقا للأعراف السياسية والتقاليد الدبلوماسية للدول المحترمة، فالكويت لم تمارس المزايدات الشعبوية والتكسب الاعلامي كما فعل الرئيس الفلبيني بل مارست دورها بمسؤولية وثقة لم تتأثر بتصعيد او تحريض اعلامي من هنا او هناك.. لذلك كسبت الكويت المعركة باقتدار وحظيت باحترام العالم وأعطت الدرس للجميع.. وقالت للرئيس الفلبيني: «كوماستكا»!
تعليقات