#جريدة_الآن محمد العوضي: وسائل التواصل الاجتماعي هدم وتشكيك وبغضاء!

زاوية الكتاب

كتب محمد العوضي 776 مشاهدات 0


الراي

واقعي ويلامس الجرح خطاب صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، الذي ألقاه أول من أمس بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

خطاب سمو الأمير شخّص الداء ووصف الدواء، ورسم خارطة طريق للتعامل مع ما تشهده المنطقة من إشكالات، وما يعترض مسيرة التنمية من عقبات.

ولعل أهم ما لفت نظري في خطاب الأب الحاني لأبنائه، أنه كشف من خلاله كم هو «مؤسف ما نشاهده من إساءة لاستخدام أدوات التواصل الاجتماعي بحيث أصبحت معول هدم وتشكيك بالنوايا والذمم وإشاعة روح البغضاء والكراهية».

والواقع المحلي يثبت اليوم حقيقة ما حذر منه سمو الأمير، وأن وسائل التواصل الاجتماعي حولت مجتمعنا إلى مجتمع ناقم ناقد لكل ما في الحياة، غير راضٍ عن شيء، وأن بعض مستخدمي وسائل التواصل تحولوا فعلاً إلى معاول هدم في المجتمع من خلال بث الأكاذيب والترويج لها والطعن في الذمم ومهاجمة الآخرين، بعيداً عن العدالة في الخصومة وشرف المنازلة.

الكويت اليوم تعيش وسط واقع إقليمي مضطرب أمنياً وعسكرياً، والعقل يدعونا إلى «تعزيز جبهتنا الداخلية والوقوف في وجه كل من يحاول إثارة النعرات أياً كانت»، حتى لا تتحول الكويت إلى كانتونات متحاربة أو فصائل متنازعة تغذيها الطائفية والقبلية وتحكمها الطبقية والمناطقية، الكويت أكبر من كل المؤامرات الخارجية وقناعتي أن قيادتنا السياسية قادرة على إحباط كل ما من شأنه المساس بأمن الوطن، ما دام الكويتيون على قلب رجل واحد محافظين على النسيج الوطني متحدين في وجه الفتن، أما إذا تمزق نسيجنا الوطني فإننا سنذوق ويلات الطائفية والقبلية ونكتوي بنارها.

ولأننا نؤمن بما دعا إليه سمو الأمير، ونؤيد ما حذر منه في خطابه، فإننا «لا نريد لإعلامنا الانحراف عن رسالته الوطنية إلى ما يهدد وحدة وأمن الوطن الاجتماعي»، وندعم دعوة سموه «القائمين على وسائل الإعلام إلى ممارسة دورهم بوعي ومسؤولية»، كي نتجنب ويلات الاحتراب الداخلي لو تمكن أعداؤنا من سَوْقِنا نحوه لا قدر الله.

ياسادة
وسائل التواصل اليوم تحولت - مع شديد الأسف - إلى معول هدم لمجتمعنا الآمن، من خلال بث مفاهيم وقيم لا تنتمي لأهل الكويت بل وغريبة عنا، لم نألفها ولم نتعرف عليها إلا من خلال ما ينشره البعض على وسائل التواصل ضارباً عرض الحائط بما جُبِلَ عليه أهل الكويت، من كريم الأخلاق وحسن السجايا والغيرة على الأعراض والخوف من الخوض في ذمم العباد.
اليوم نحن مطالَبون أكثر من أي وقت مضى لنكون على قدر المهمة والمسؤولية، وأن نتعاون لرفض كل ما هو مسيء لمجتمعنا وأمننا ونسيجنا الداخلي، وإيقاف المتجاوزين عند حدهم لتطويق ظاهرة الاستخدام المسيء لوسائل التواصل، إرضاءً لرب العباد والمحافظة على البلاد وحتى لا نكون من أولئك الخاسرين الذين يتعظون بأنفسهم ولا يتعظون بغيرهم.

تعليقات

اكتب تعليقك