تراجعنا في التنمية وفزنا بالفساد..هكذا يشخص جمال الكندرى الحالة الكويتية ويسرد الخطوط الجوية نموذجا

زاوية الكتاب

كتب 424 مشاهدات 0



تراجعنا في التنمية وفزنا بالفساد
كتب:المحامي جمال الكندري
تقرير الاتحاد العالمي لمكافحة الفساد الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية خطير للغاية، خاصة انه أظهر تراجع الكويت 14 مرتبة في عام واحد، محتلة المركز السادس عربياً والـ 60 عالمياً من بين 180 دولة وقد كانت الكويت تحتل المرتبة 46 العام الماضي، غير أن الفساد زاد بقوة في عام 2007م.
هذا المؤشر ينذر بالخطر سيما ان في الكويت مؤسسات رقابية يفترض ان تكون صارمة تقلل من مظاهر الفساد، غير ان النتائج أظهرت العكس تماماً، ففي ظل حكومة طالما تغنى النواب بأنها إصلاحية، وبرلمان قوي كل يوم يخرج علينا أعضاؤه بمسمى تنظيمي يهز الارض تحت الاقدام، استطاع ان يسقط وزراء ويمنع دخول آخرين، ويوقف مشاريع تنموية بحجة الفساد، ويلغي عقودا وتراخيص لشركات قائمة للأسباب ذاتها، وفي ظل وجود ديوان محاسبة صارم، وجهاز قضائي محكم، وصحافة حرة زاد عددها الى 9 صحف يومية تسلط الضوء على كل أنواع الفساد وأشكاله، وثلاث فضائيات تعمل بكل حرية، ومع كل ذلك، وبوجود هذا الكم الهائل من الاجهزة الرقابية حتى انشلت البلد وتوقفت ـبسببهاـ عجلة التنمية، ثم تخرج علينا التقارير العالمية وتضعنا في خانة الفاسدين والمتراجعين، ما حصل هو أم المصائب بحق، فأصبحنا معلقين، فلا من مشاريعنا التي سيتمتع بها المواطن وتنعكس على رفاهيتيه أسوة بجيراننا، ولا من سمعتنا الدولية، واطمئناننا المحلي، ولا من خيراتنا وحلالنا، فالمواطن مسكين له الظاهر، ويفترض ان الامور تسير على ما يرام، فممثلو الشعب يراقبون ويتابعون، والحكومة تحافظ على مقدرات الشعب وتصون أمواله، فيركن الى وجود هذه المؤسسات، ثم يفاجأ بأن المشاريع التي تتوقف بحجة أنه تفوح منها رائحة الفساد ويتم توفير أموالها للأجيال وهي بالصون والأمان، وإذا بالحقيقة خلاف كل ذلك، فالفساد ضرب أطنابه ونخر بالعظم، دول الخليج وبعض دول العالم الثالث إذا كانت مليئة بالفساد، فعلى الأقل لديها تنمية وعجلة حياة، وحركة دؤؤبة، أما نحن ففساد مستشر وبلد متوقفة نهضته، وانظروا إلى مثل واحد لتعرفوا كم حجم الدمار الذي عجزت الأجهزة الرقابية عن فك طلاسمه!، فهذه مؤسسة الخطوط الجوية وصلت سمعتها الى الحضيض وخسائرها بالجملة، وكم مرة علق البرلمان ميزانياتها لتصحيح اوضاعها، وعمك اصمخ، اننا نخشى ان يصل حالنا حال بعض دول شرق آسيا التي فيها أعتى الديموقراطية، والحريات وفي الوقت ذاته هي اكثر الدول فساداً مثل الفلبين وغيرها، بينما دول لا تتمتع بتلك الديموقراطية والحرية بل لا توجد فيها اكثر من صحيفة يومية واحدة ولا تعرف الفساد ويضرب بها المثل في تطبيق القانون والشفافية مثل سنغافورة، فما فائدة الصراخ والاستجوابات والاسئلة؟ وفي نهاية المطاف نتقدم بشكل مخيف في مجال الفساد فهل يصح هذا الوضع؟ ومن المسؤول؟، الله أعلم.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك