سامي الخرافي لايدرى ماذا يفعل فى مواجهة مشكلة الغلاء و«حنة العيال وأم العيال»

الغلاء و«حنة العيال»
 
الأربعاء 7 أبريل 2010 - الأنباء
 

لم أستطع تفسير حالة الصمت من قبل نواب مجلس الأمة على حالة الغلاء التي تشهدها الأسواق والجمعيات التعاونية في الكويت، حتى انني بدأت أشعر بأننا أصبحنا أغلى دولة في العالم، في ظل غياب الرقابة على أسعار السلع والبضائع، وعدم زيادة الرواتب، التي لم تعد تكفي لتلبية الحاجيات الضرورية للمواطن العادي.
فمرة نسمع ان زيادة الرواتب باتت قريبة لكل موظفي الدولة، ومرة أخرى نسمع عن منحة بالآلاف لكل مواطن، ومرة نسمع عن كوادر تشمل جميع الموظفين دون استثناء، ومرة أخيرة نسمع عن إجراء حكومي لتخفيض أسعار السلع، ومرة.. ومرة.. حتى أصبحنا لا نعرف من نصدق ومن نكذب، ومتى ستحل مشكلة المواطنين جميعا الذين أصبح الغلاء الفاحش يلتهم رواتبهم دون رحمة، وقد وضعوا جميعهم أيديهم على خدودهم، وباتوا ينتظرون الفرج، الذي يظهر، والله تعالى وحده العَالِم، انه لن يأتي، او انه سيأتى متأخرا كثيرا، وهم يرون الكثير من التجار كلما رفعوا سعر بضاعة أو سلعة يحتاجها المواطن العادي يوميا بحجة الأزمة المالية العالمية، تنتفخ جيوبهم أكثر من اليوم الذي سبقه.

ان غياب الرقابة الحكومية وعدم اهتمام أعضاء مجلس الأمة، وجشع بعض التجار من أبرز أسباب ما يعانيه المواطن الكويتي المسكين في معيشته اليومية، فأثقلت كاهله الأقساط الكثيرة، وارتفاع الأسعار، وثبات الرواتب، وفوق كل هذا «حنة العيال وأم العيال»، وهو لا يدري ماذا يفعل، فسلم أمره إلى الله تعالى ينتظر فرجا قريبا.

لقد أصبح الناس في كل لحظة يلعنون الأزمة العالمية، التي صارت مثل الشماعة التي يعلق عليها التجار تجاوزاتهم، فكلما رفعوا سعر بضاعة، أو إيجار بيت، أو أي شيء، تحججوا بالأزمة اللعينة التي قلصت أرباحهم وخففت منها، بعد ان كانت أرباحهم كبيرة جدا.

إن الأمل الذي يراود المواطنين هو إقرار الكوادر للجميع لكي يستطيعوا أن يواجهوا موجة الغلاء التي أكلت الأخضر واليابس، فهل يسعى نوابنا الأفاضل وحكومتنا الرشيدة الى إقرار هذه الكوادر التي باتت ضرورية في هذا الوقت وقد طال انتظارها؟! واعتقد انه حان وقت إقرارها.

وقفة: كل الشكر الى جميع القراء الذين غمروني بنصائحهم وتشجيعهم في المقالات السابقة، وأحترم كل وجهات نظرهم، ولهم مني كل التقدير والاحترام.