إن ثبت تورط إيران فى الشبكة ..فما دخل هذه القضية مع الطائفية والكويتيين «الموالين لإيران» وترشيح قضية حفل التأبين للعودة ثانية؟!..عبدالهادي الصالح يسأل
زاوية الكتابكتب مايو 6, 2010, 5:39 ص 1488 مشاهدات 0
شبكة التجسس.. والطائفية !
الخميس 6 مايو 2010 - الأنباء
البعض ابتهج ابتهاجا شديدا بخبر قضية تفكيك شبكة التجسس على المنشآت الأمنية والدفاعية الكويتية والتي نسبت الى الحرس الثوري الإيراني! ووجه هذا الابتهاج ليس يقظة رجال الأمن عندنا وقوة شكيمتهم، ولكن الابتهاج ان المتهم فيه هو «إيران»! ورأوا فيه ضالتهم ومنيتهم للنيل من إيران و«الموالين لها» بحسب تعبيرهم. فمشكلتهم هي مع إيران والموالين لها، وهي فرصة لإطلاق العنان للنيل منهم وغرس أنيابهم الكاسرة في لحومهم، فالأجواء الاجتماعية والإعلامية كلها تقول لهم «هيت لك»! كثيرا ما جرت اعتقالات أمنية سابقة كانت أطرافها غير إيران و«الموالين لها» فكان حديثهم العطوف جدا والرقيق جدا ينصب للجهات المعنية للتعامل القانوني والحضاري مع المتهمين، فنحن في دولة القانون!
لكن ينبغي التأكيد على أن الكويتي يرى في المساس بوطنه هو مساس بعرضه وشرفه وموطن آبائه وأجداده ومستقبل أولاده، والوطن جزء من كيانه لا يرى فيه بديلا، هكذا سطرته دماء الكويتيين قاطبة في معارك الجهراء والرقة والصريف وحمض وهدية والصامتة وأخيرا ملحمة المقاومة الكويتية ضد الغزو الصدامي سنة 1990، والتي استبشر بها الكويتيون بدفن مشكلة اتهامات الولاء الخارجي! ولكن، وياللأسف، يبدو ان هناك بعض الرواسب باقية في بعض النفوس!
نعم، هناك من يتعاطف مع إيران مثلما يوجد عندنا من يتعاطف مع مصر والسعودية وفرنسا وأميركا وكان عندنا من يتعاطف مع البعث العراقي الصدامي! بل عندنا من يجاهر الآن «أشكره» مع الكيان الصهيوني ويدافع عن إسرائيل ضد حزب الله بطل المقاومة ضد مغتصبي القدس الشريف ومسجدها الأقصى المبارك! وهذا التعاطف (عدا إسرائيل) أمر يعود للحماس مع مواقفها السياسية أو لمتبنياتها لقضايا عربية وإسلامية مشتركة، أو للإعجاب بحضارتها الإنسانية أو لفكر بعض قادتها وتنظيراتها لمعالجة قضايا حضارية أو لخدماتها لعموم المسلمين والناس..الخ وهذا التعاطف غير مجرم قانونيا ولا دستوريا لأن الإنسان حر في مشاعره ومواقفه وآرائه المجردة عن أي عمل مناف لمصالح الدولة. فالخط الأحمر المرفوض والمدان أن يتحول هذا التعاطف إلى عمل تخريبي داخلي للدولة ويقوض النظام الدستوري فيها وهذا هو الإجرام بعينه!
ولو فرضنا جدلا ثبوت تورط جهات إيرانية في قضية شبكة التجسس المطروحة بقوة في الإعلام المحلي حاليا، فما دخل هذه القضية مع القضية الطائفية والكويتيين «الموالين لإيران» وترشيح قضية حفل التأبين للعودة ثانية؟! هل التعاطف مع إيران يعني الرضا بهذه الأعمال التخريبية؟! أو التستر عليها أو التعاطف مع أعمال تنتهي بتدمير منشآتنا وقتل رجالنا لا نبرر ذلك ولا نهادن ولكن من المعروف ان أجهزة المخابرات في كل دولة من دول العالم عملها ليس تناقل أخبار الفنانين وأخبار قصات العشر وموضات الأزياء، ولكن لاستخبار المعلومات الأمنية والدفاعية، هكذا تعمل وكالة المخابرات الأميركية والروسية والبريطانية وسائر الدول العربية، ولكن عندما يتم اصطيادها فحينئذ يُعذر القانون عندما يجرمهم وينزل بهم أشد العقوبات. مشكلتنا باختصار هي هذا المرض اللعين في بعض القلوب فدعوها إنها منتنة! وهذا هو مدخل من يتربص بنا عندما نفتح له باب الفرقة والتناحر الفئوي، كما حصل في الماضي القريب.
تعليقات