شركة الداو تنتهك حقوق الإنسان بالهند وتتسبب في هلاك الأرواح البشرية، زايد الزيد يكشف سجل هذه الشركة الفاسدة التي يروج لها أصحاب العمولات من ' ربعنا '!
زاوية الكتابكتب مايو 19, 2010, 12:24 ص 1324 مشاهدات 0
الخلاصة
الداو «تقتل» بوبال الهندية!!
زايد الزيد
سخرت منظمة العفو الدولية من رعاية شركة داو كيميكالز ودعمها لفعاليات ' أركض من أجل الماء ' التني تنظمها منظمة الحفاظ على البيئة ' لايف إيرث ' ، ذلك أن آلاف الأشخاص قد لقوا مصرعهم، بينما لا يزال ما يربو على 100,000 شخص يعانون الويلات جراء ما حل بهم من مشكلات صحية خطيرة نتيجة للتسرب المميت للمواد الكيماوية من مصنع 'يونيون كاربايد للمبيدات الحشرية' في بوبال، بالهند في عام 1984 ، خاصة وأن 'داو' أصبحت المالك الوحيد لشركة 'يونيون كاربايد كوربوريشن' في 2001.
وتعليقاً على هذه المفارقة التي تمثلها رعاية ' داو ' للفعاليات المتعددة التي تنظمها ' لايف إيرث ' في مختلف أنحاء العالم للتوعية بمشكلة ندرة المياه ، قالت أودري غويران، مديرة الشؤون الكونية في منظمة العفو الدولية، إن 'رعاية فعالية تسلط الضوء على شح المياه وفي الوقت نفسه تتجاهل المشكلات المستمرة التي يواجهها أهالي ' بوبال ' في مسعاهم للحصول على الماء النظيف والرعاية الطبية، بين جملة أمور، ليس سوى نفاقاً في أحسن الأحوال، ومحاولة فاضحة من جانب 'داو' لأن تبيِّض صورتها، إذا ما أردنا تسمية الأشياء بأسمائها'.
وتضيف غويران : 'ربما تكون 'داو' بصدد محاولة الهرب من إرث ' بوبال ' ، ولكن من غير الجائز السماح لها بأن تتخفى وراء رعاية فعاليات مثل 'أركض من أجل الماء ، فلما يربو على 25 سنة، ظلت حكومة الهند والشركات المتورطة، على حد سواء، تتقاعس عن معالجة انتهاكات حقوق الإنسان التي غدت إرثاً دائماً لكارثة تسرب الغاز السام في بوبال '.
كما تقول غويران : 'إن بوبال تثير أسئلة أساسية حول مساءلة الشركات وقدرة الحكومات واستعدادها لأن تتصدى لانتهاكات حقوق الإنسان ذات الصلة بالشركات ، فلسنوات وسنوات، ظلت حكومة الهند و'يونيون كاربايد كوربوريشن' و'داو' تتقاذف كرة المسؤولية فيما بينها، بينما اضطر الناس في بوبال إلى مواصلة كفاحهم اليومي للحصول على أبسط الحاجات الأساسية، وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب.'
وقد دعت منظمة العفو الدولية 'لايف إيرث' إلى إعادة النظر في رعاية 'داو' لفعاليتها ما لم تتعهد هذه علناً بدعم الخطة الحكومية المقبلة لتنظيف بوبال من آثار الكارثة. و'داو' لم تعرب عن أي التزام من هذا القبيل.
وتضيف أودري غويران قائلة: 'ينبغي على الشركات فهم أنها لا تستطيع التهرب من مسؤوليتها عن انتهاكات حقوق الإنسان في إحدى المناطق عن طريق الانخراط في أعمال خيرية في مناطق أخرى. فانتهاكات حقوق الإنسان لا يمكن أن 'تمحى' بقيام الشركات ببعض الأعمال الطيبة !!
يذكر أن كارثة بوبال نتجت عن تسرب آلاف الأرطال من المواد الكيماوية المميتة قبيل منتصف ليلة 2 ديسمبر 1984 بقليل من مصنع 'يونيون كاربايد للمبيدات الحشرية' المتواجد في هذه المدينة المنكوبة ، بوسط الهند، وتعرض لهذه المواد قرابة نصف مليون إنسان. فلقي ما بين 7,000 و10,000 شخص مصرعهم فور وقوع الكارثة، بينما فارق 15,000 شخص آخرين الحياة في السنوات العشرين التي تلت.
وبعد انقضاء أكثر من 25 سنة، ما زال موقع المصنع دون تنظيف، ولم يجر أي تحقيق محترم في أسباب تسرب الغاز وما ترتب عليه من آثار، بينما ظل ما يربو على 100,000 شخص يعانون من مشكلات صحية دون أن يجدوا من يوفر لهم العون الطبي الذي يحتاجون، كما ظل الناجون في حالة انتظار لا ينتهي لتعويضات عادلة لا تصل أبداً وإنصاف فعال يعوضهم عما لحق بهم من معاناة ، فقد لوثت النفايات السامة المياه الجوفية التي يشرب منها آلاف البشر ويستخدمونها لحاجاتهم المنـزلية الأخرى.
تعليقات