المتضامنون مع الجاسم يهدفون لإسقاط حكومة الشيخ ناصر برأي الدعيج
زاوية الكتابكتب مايو 20, 2010, 12:39 م 4819 مشاهدات 0
يرى الكاتب المعروف عبداللطيف الدعيج أن هدف من اعتصموا بساحة الإرادة قبل يومين ليس التضامن مع الجاسم ولا الدفاع عن الحريات، ولكنهم نفس وجوه تجمع العقيلة التي تهدف إلى إسقاط حكومة الشيخ ناصر المحمد. هذا فحوى مقال الدعيج الذي كتبه ساخرا بمن حضروا بساحة الإرادة للتضامن مع الجاسم.
يذكر أن مهرجانا خطابيا عقد قبل يومين بساحة الإرادة للتضامن مع سجين الرأي الجاسم وشارك فيه المئات وكان من أبرز المتحدثين فيه الدكتور أحمد الخطيب وعبدالله النيباري ومشاري العصيمي (للمزيد، أنظر الرابط: http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=52655&cid=47
رأت في هذا النقد 'مقال اليوم'، ولكم التعليق:
سبحان مغير الأحوال!
في السابق كان الناس يطالبون بحل مجلس الامة والتخلص من نوابه. هذه الايام تتعالى دعوات نيابية من داخل مجلس الامة اطلقها بعض اعضائه مطالبة برحيله وتغيير وجوهه. في السابق ايضا كان الذين يشار اليهم بالحكومية او الموالاة للسلطة هم من يُتهم بالمطالبة او التحريض على حل مجلس الامة. اليوم، نجد المفارقة الواضحة في تعالي اصوات من ادعوا الوطنية ومن غثونا بالحفاظ على الدستور والدفاع عن مجلس الامة، هم الذين يطالبون مثل غيرهم بالامس بحل مجلس الامة وتغيير اعضائه. الفرق انه حلال عليهم اليوم ما كان محرما على غيرهم بالامس. وهذا في الواقع طبع هذه الجماعات وخطها السياسي الواضح في كل مناسبة. حتى في دفاعها المزعوم عن الحريات، كان الدفاع عمن يؤيدها ويحمل رايتها، اما من اختلفت معه فهو اعلام فاسد، ويا ويل وزير الاعلام ان لم يسكره او حتى يعتقل المسؤول عنه..!! وجوه العقيلة نفسها التي طالبت باغلاق قناة سكوب واعتقال الجويهل هي التي تواجدت «دفاعا مستميتا عن الحريات» يوم امس في ساحة الارادة.. امور تكاد تكون من العجائب والطلاسم لولا اتضاح الدوافع الحقيقية التي تكمن في هاجس البعض المحموم لاسقاط حكومة الشيخ ناصر.
المهم ان هذه الجماعات اكتشفت متأخرة عجزها او بالاحرى عجز مجلس الامة عن العرقلة الكاملة لخطوات الحكومة، واصيبت هذه الجماعات بالصدمة بعدما نجحت الحكومة في تمرير قانون الخصخصة وخطة التنمية رغم غموضها وبعض القوانين المعطلة، مثل قانون العمل الاهلي والمعاقين، والتقدم الملموس في لجنة المرأة، فكل هذا اصاب الذين كانوا يعتقدون بأنهم يملكون الخيوط ويوزعون الادوار داخل المجلس بالخيبة وربما الذهول فانقلبوا يطالبون بحب المجلس وتغيير المسار الذي اختطه.
لن يكون غريبا في المستقبل القريب جدا ان تنضم هذه الجماعات بل ربما تقود حملة تنقيح الدستور التي ازعجتنا برفضها قبل ايام. فهذه الجماعات بحكم تخلفها بطيئة التعلم ــ مع الاعتذار ــ ولن تدرك الا بعد زمن ما ادركه الجميع من ان مشكلة الشد والجذب بين السلطتين تكمن في طبيعة النظام الكويتي الذي وازن بين النظام الرئاسي والنظام البرلماني. اليوم حدث اختلال واضح في «الميزان»، لذلك لا بد من حسم الامور لمصلحة احد النظامين. لكن هذا ما لن تدركه جماعات التخلف الا بعد فوات الاوان، تماما مثلما ادركت متأخرة عجز مجلس الامة وفشله.
تعليقات