سعود العصفور يطالب بتوزيع بعض الفوائض على المواطنين بدلا من ذهابها لجيوب الفساد والدول الخارجية زاوية الكتاب كتب أكتوبر 15, 2007, 11:14 ص 518 مشاهدات 0 إسقاط القروض... أزمة ثقة!بدهياً لا يمكن أن يجادل أحد في عدم منطقية مطلب بعض النواب بإسقاط قروض المواطنين، فالرأي الأسلم والمنطقي يكون في استثمار ما توافر من فوائض مالية للدولة في مشاريع تنموية تعود بالفائدة الأكبر على المواطن في نهاية الأمر وبصورة أكبر مما يمكن أن يعود عليه إسقاط قرض تمويلي هنا أو سلفة استهلاكية هناك! ففي بلد مثل الكويت يشهد تردياً ملحوظاً ومأسوياً للأسف في جميع الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن، سواء على مستوى البنية التحتية الأساسية أو على مستوى الخدمات المباشرة مثل التعليم والصحة والإسكان، فإن عدم ضخ هذه الفوائض المالية، التي قد لا تتكرر في مستقبلنا المنظور، في تطوير وتحسين نوعية وكمية هذه الخدمات، يمكن أن يعتبر بمثابة تفويت «فرصة تاريخية» قد نندم عليها كثيراً في ما هو مقبل من أيام.إذاً ماهو الدافع خلف هذه المطالبات كلها من العديد من المواطنين، بل وحتى من بعض النواب والكتل السياسية ممن لا نشك في مدى قدرتهم على تقييم الأمور واتخاذ المواقف الصائبة للوطن على المدى البعيد؟ في نظري أن الأمر لا يبتعد كثيراً عن وجود «أزمة ثقة» بين المواطن، والنائب الذي يمثله، وبين الحكومة وصناع القرار في هذا البلد. فالأحداث التاريخية التي مرت علينا ولدت لدى المواطن الكويتي البسيط قناعة تكاد تكون متجذرة من أن مصير كل الفوائض المالية في هذا البلد سوف تنتهي إما إلى جيب متنفع وعضو في مؤسسة الفساد وإما إلى دولة خارجية لا علاقة لهذا المواطن بها لا من قريب ولا من بعيد! هذه القناعة ولدت شكوكاً تقترب من درجة اليقين أن هذه الحكومة والحكومات التي سبقتها والتي سوف تليها هي حكومات «غير مؤتمنة» في التصرف بثروات ومقدرات الشعب الكويتي، وهذا ما جعل هذا المواطن البسيط يريد حقه «ناشفاً» كما يقولون بدلاً من أن ينتظر لكي يرى تلك الأموال توزع بين اليمين واليسار وهو ينتظر دوره في طابور الأسكان الطويل قابعاً في شقته التي ضاقت عليه وعلى أبنائه، أو يرى أحد والديه منتظراً لسرير في أحد مستشفيات الدولة المتهالكة بين الحياة والموت، أو يدفع ثمن سوء مستوى التعليم في الدولة من وقته ودخله، بل وحتى صحته!.عندما يصحو المواطن الكويتي على خبر تبرع الحكومة بما يزيد عن ثمانين مليون يورو لبناء ميناء في طنجة التي لا يعلم نصف الشعب الكويتي أين تقع بالضبط في المغرب؟! وهل تقع على المحيط الأطلسي؟! أم تستقبل مياه البحر الأبيض المتوسط على شواطئها؟! في الوقت الذي تعاني موانئ الكويت من الإهمال والمشاكل اللوجستية، ثم يقلب صفحة الأخبار ليجد تبرعاً آخر بقيمة لا تقل عن سبعة عشر مليون دولار لإعادة تأهيل شوارع «تبيليسي» عاصمة جمهورية جورجيا في الوقت الذي لا تزال تعاني فيه بعض المناطق في الكويت من عدم اكتمال تأهيل شوارعها وبناها التحتية، ثم يختم يومه بخبر تزويد الكويت للأشقاء في القاهرة بما يزيد عن أربعمئة مليون دولار لبناء «محطة كهرباء» أو مئتين وستين مليون دولار لإنشاء خط «غاز العريش»، فإنه من الطبيعي أن تهتز ثقته في حكومته وفي من يمتلك القرار فيها، ولا يجب أن نطالبه بأن يكون منطقياً في عالم جعلته حكومته بكل ما تملك من قدرة عالماً لا يخضع للمنطق، فخط «غاز العريش» أكثر أهمية من «سرير طبي» لمريض كويتي أو مقيم في مستشفى حكومي!.الراي
تعليقات