المليفي سيستجوب وزير التجارة ليس لأنه يستحق الاستجواب، بل لأنه قبلي- أهم ما في مقالة الوشيحي بجانب طلبه فتوى بتحريم السباغيتي

زاوية الكتاب

كتب 851 مشاهدات 0


 
آمال / حرّموا... الـ «سباغيتي»
في مصر. وبعد فتوى جواز إرضاع الموظفة لزميلها، التي أقامت الدنيا وأقعدتها على خازوق، أفتى شيخ الأزهر قبل أيام بوجوب جلد الصحافي الذي ينشر الشائعات (طبعا هو يقصد الصحافيين الذين أشاعوا مرض الرئيس مبارك). فثارت نقابة الصحافيين المصرية، وثار بعض نواب مجلس الشعب، وطالبوا بعزله على اعتبار أنه «شيخ البلاط»، فحاول تبرير فتواه مرارا لكنه فشل.
وفي سورية، لا زلنا نتذكر فتوى الآنسة منيرة القبيسي التي تبلغ الخامسة والسبعين من عمرها، والتي اعتبرت نوم المرأة بالقرب من الحائط زنا، لأن الحائط مذكر. ولم تقل لنا أين تنام هي: فوق السطح؟ السطح أيضا مذكر... على أي حال، هي وضعت المرأة بين أمرين بفتواها: إما زانية أو استغفر الله.
أما في الكويت، فقد اتصل بي، قبل أيام، وفي العشر الأواخر تحديدا، الزميل في جريدة الراي الكاتب عامر الفالح، ليبلغني – بعد أن عرّفني بنفسه – عن حادثة طريفة كان هو شاهدا عليها. يقول الزميل بأنه وأثناء جلوسه في الجاخور مع احد مشايخ الدين، وإذا بجليسه الشيخ يظهر على شاشة تلفزيون إحدى الفضائيات في برنامج خاص بالإفتاء (أبلغني الزميل عن اسمي القناة والشيخ). ولا مشكلة أو جديد في الموضوع لولا وجود كلمة «مباشر» في أعلى الشاشة! يقول الزميل، صعقت والتفتّ إلى جليسي، وسألته بدهشة: أهذا أنت؟ فضحك وأجاب بالإيجاب. يقول فسألته: كيف يكون البرنامج مباشرا وأنت تجلس معي الآن؟ فقال فضيلة الشيخ حفظه الله: أبدا، المسألة بسيطة جدا. القناة وظّفت للبرنامج شابا وشابة مسؤوليتهما الاتصال وطرح الأسئلة التي لقنّاهما إياها، ثم يتصلان بعد ذلك مرات ومرات وبأصوات مختلفة لإيهام الناس بأن عدد المتصلين كثير جدا، ومن ثم أتولى أنا إجابة الأسئلة المعدّة، وتسجل الحلقات، ثم تبث على أنها «مباشرة». وكان الله غفورا رحيما.
عن نفسي، أنا لا يهمني تزايد عدد المفتين ومشايخ الدين السياسي، الذين أدركوا أن «مشروع الدين» أفضل وأجدى من مشاريع الـ «بي أو تي». إذ لا ديوان محاسبة ولا ديوان عمي سعود. لكن لي رجاء واحد، أو تمنٍ بأن أقرأ لأحد المفتين الجدد فتوى بتحريم «السباغيتي»! والسباغيتي كما يعرف الجميع، هي وجبة يتطلب أكلها ارتداء البلسوت والخوذة، وغناء النشيد الوطني. والمفارقة أن علاقتي مع السباغيتي متعبة في جميع الأحوال والأوضاع. إن تركتها تعبت نفسيا، وإن تناولتها تعبت جسديا. ولا حل أمامي سوى صدور فتوى بتحريمها... وأتذكر بأنني ومجموعة من الأصدقاء كنا في أحد الفنادق، وأثناء وقوفنا في الطابور أمام البوفيه، وقعت عيناي على «مقصوفة الرقبة» فأنشدت: وطني الكويت سلمت للمجد، فصرخ أحدهم وهو يهرب: «رحنا فيها، بو سلمان قرر يأكل سباغيتي»! بالتأكيد هو يعلم بأنني لو تناولت هذه الوجبة فستتدخل قوات مكافحة الشغب وإيران لفض الاشتباك... ارحموني بفتوى تحرّم أكلها يرحمني ويرحمكم الله.
...
يبدو أن «هواية التصوير» مثل «الإصلاح»، الكل يريده لكن لا أحد يطبقه. فقد فوجئت بعد مقالي السابق الذي تساءلت فيه عن سبب عدم حمل الكويتيين كاميرات التصوير أثناء الاحتفالات، بأن هناك رغبة عند الكثير بحمل الكاميرات معهم، لكن الخشية من تعليقات الآخرين واستهزائهم تقتل هذه الرغبة! وكانت أطرف رسالة لقارئ يقول بأنه حمل كاميرته معه يوما في أحد المجمعات التجارية، فرأى وسمع ما لا يسره، يقول مررت بجانب مجموعة من الشباب، فتهكم أحدهم: ممكن توقيعك مستر مايكل مور! وسخَر الآخر: الأخ «باباراتزي» شلون ماتت ديانا ودودي؟ يقول تعالت الضحكات الساخرة، و«قزّروها عليّ الشباب، فتبت إلى الله من يومها».
ميزة الكويتيين التي انفردوا بها عن بقية الشعوب هي أنهم... «شعب ضغّيط» (بتشديد الغين وتخفيف الشنب).
...
من يراهن بأن النائب الفاضل أحمد المليفي هو الذي سيمثل كتلة العمل الوطني في استجواب وزير التجارة فلاح الهاجري (وهو وزير يستحق الاستجواب بكل لغات العالم)؟ لسببين اثنين سيتصدى المليفي للاستجواب: الأول، هو أن الهاجري من أبناء القبائل، وهذا لوحده سبب كافي بالنسبة للمليفي. فنائبنا على استعداد لبيع ربع معاشه في التأمينات مقابل إسقاط وزير قبَلي. والسبب الثاني، هو أن بعض التجار أو المعازيب تضرروا، وهو ما يوجب تحرك «محامي الشركات المخالفة»... ومن يراهن أيضا، بأن الحكومة والتجار سيدفعون نواب «اخطف واجري» لترشيح المليفي للمرة المليون بعد الألف لرئاسة لجنة حماية الأموال العامة؟
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك