سعود العصفور يفضح جهل بعض محرري 'كونا' في عدم قدرتهم على فهم استطلاع رأي الأمريكان في ديمقراطيتنا

زاوية الكتاب

كتب 645 مشاهدات 0


يبدو أن بعض محرري وكالة الأنباء الكويتية «كونا» يعانون من صعوبة في فهم الأرقام والنسب والكسور الحسابية، وفوق هذا يعانون من عسر فهم للوضع السياسي في بلدهم! الخبر الذي بثته «كونا» قبل أيام وعنونته بجهل غالبية الشعب الأميركي بالديموقراطية الكويتية، وفيه ذكر محرر الخبر أن 58 في المئة من الأميركيين يجهلون الثقافة الكويتية والديموقراطية المتاحة، حين اعتقدوا أن حكومتنا غير «منتخبة» ديموقراطياً، والأصح هو أن 42 في المئة ممن اعتقدوا خلاف ذلك هم من يجهل واقعنا السياسي و«ثقافتنا الكويتية» الراسخة والعتيدة! فحكومتنا الحالية وحكوماتنا السابقة، وإن كانت سليمة التشكيل «دستورياً»، إلا أن ذلك لا يجعلها بأي شكل من الأشكال حكومة منتخبة ديموقراطياً، فالطريق لا يزال طويلاً أمامنا حتى يمكننا أن نصف أي من حكوماتنا بهذا الوصف الديموقراطي. ومادامت الحكومة تشكل بأسلوب التعيين من الأعلى إلى الأسفل، ومن دون أن تكون منعكسة انعكاساً مباشراً لنتائج صناديق الاقتراع التي يتقدم إليها المواطنون بأصواتهم، فستبقى حكومة دستورية غير منتخبة ديموقراطياً، حتى وإن أصر خبراء «كونا» على جهل الشعب الأميركي بحقيقة «كنزنا» الديموقراطي!
الشيء الآخر الذي يدل على «عدم» جهل هؤلاء الأميركيين بحقيقة وضعنا في هذا البلد وعلى جهل محرري «كونا»، هو اعتبار أكثر من 95 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع الكويت مكاناً غير جيد للتجارة، وهم محقون في هذا حتى وإن كانت تراودنا الأحلام بأن نتحول بقدرة قادر ومن دون تعب أو تكلفة إلى «مركز اقتصادي» عالمي، فمن يمكن له أن يعتبر بلداً ضربت فيه البيروقراطية بأطنابها وأسست لها معسكرات ومجتمعات ومريدين وخبراء بلداً جيداً للتجارة؟ ومن يمكن له أن يرى في هذا البلد الذي تنقض قراراته بمجرد صدورها وتنتهك قوانينه قبل أن تنفذ؟ أعتقد أن الخمسة في المئة الباقية ممن اعتقدوا أن الكويت مكان جيد للتجارة هم من يجهلوننا فعلياً!
بقي أن الوفد الكويتي «الرفيع»، وهي تسمية لا أعرف لها أصلاً ولا معنى فهل هنااك وفد كويتي «غير رفيع» مثلاً، سوف يكون قد حط الرحال في الولايات المتحدة السبت الماضي لكي «يزيل أي لبس لدى الأميركيين حيال الكويت» حسب ما ذكره خبر وكالة الأنباء الكويتية، ولا أعلم كيف سينجح هذا الوفد «الرفيع» في مهمته لدى الأميركيين مادامت كل مؤسسات الدولة وهيئاتها وإمكانياتها المتوافرة لها لم تستطع أن «تزيل» اللبس ذاته وسوء الفهم لدى المواطن الكويتي وتجعله يثق في حكومته! لذلك نصيحتي للحكومة أزيلوا «يقين» الكويتيين بسوء أوضاعهم السياسية والاقتصادية والإجتماعية، قبل أن تفكروا بإزالة «جهل» الأميركيين بها!

سعود عبدالعزيز العصفور

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك