انتظار رئيس الوزراء، بروفه لدخول جهنم
زاوية الكتابأثاث مكلف متوسط الذوق وأضواء مزخرفة مكلفة ثم تدعوا الحكومة ووزير الكهرباء لترشيد الطاقة؟ وليد الجاسم متذمرا من الانتظار للقاء لرئيس الوزراء
كتب يوليو 9, 2010, 12:34 ص 4812 مشاهدات 0
كتب الأستاذ وليد الجاسم مقالا يصف فيه حالة الانتظار للقاء سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد أمس الأول، منتقدا الانتظار والإسراف في قصر بيان للكهرباء ومشبها الحرارة من الأضواء بجهنم، والقاعة بالبرد الزمهرير، وينتقد إسراف الحكومة الكهربائي بينما هي تحث الناس على الاقتصاد باستهلاك الطاقة.
يذكر أن الأستاذ وليد الجاسم مثل صحيفته ضمن لقاء سمو الرئيس أمس الأول برؤساء تحرير الصحف اليومية.
فكان مقال اليوم والتعليق لكم:
الجحيم البارد في قصر بيان!
كتب وليد جاسم الجاسم
2010/07/08 09:18 م
اللقاء المقرر لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مع رؤساء تحرير الصحف ومن يمثلونهم لم يكتب له الالتئام في موعده في تمام الثانية عشرة من ظهيرة أمس الاول الأربعاء.
وقد كان الموعد الأصلي المقرر هو الواحدة ظهرا، ولكننا من «صباح الله خير» وجدنا رسالة هاتفية من الأخ العزيز بوبشار تخطرنا أن الموعد تم تبكيره ساعة ليكون في 12.00 ظهراً، وتنتهي الرسالة بجملة «يشرفنا حضوركم قبل الموعد بربع ساعة».
قلنا – توكلنا على الله – وضبطنا وقتنا ووصلنا قبل الموعد بربع ساعة، بل البعض وصلوا قبل نصف ساعة، وصارت الساعة 12.00 ثم مرت ربع ساعة تلتها نصف ساعة وامتد الانتظار لنحو ساعتين حيث لم يكتب للصحافة لقاء سموه والوزراء الذين كانوا في معيته الا في الساعة الثانية الا الربع ظهراً.
مدة الانتظار تلك قضيناها في السوالف تارة.. والتحسر على عدم السفر تارة اخرى واستذكار بعض المواقف التي تدل على العين الحارة لزميل عزيز جدا، لكنه أثبت قدرة خارقة على انزال الطائرات اضطراريا، وتسكير مطارات أوروبا بالسخام البركاني، والان الأعين تترقب السفرة القادمة الى امريكا الجنوبية، وما قد يرافقها من مواقف طريفة.
المهم.. طال الانتظار وتناقصت السوالف شيئا فشيئا، حتى وجدت نفسي غارقاً في التمعن بالأثاث في صالة الانتظار بمبنى قاعة المؤتمرات في قصر بيان، حيث كنا ننتظر.
الأثاث واضح أنه مكلف وباهظ الثمن، لكنه متوسط الذوق لأن حالة «الزخرفة» تسيطر على من انتقاه، فتجد نفسك وقد «افتر رأسك» فجأة من كثرة الزخارف التي تراها، السجاد مزخرف، الحوائط مزخرفة، الأثاث مزخرف، السقف مزخرف، الباب مزخرف، الطاولات مزخرفة!!
ما هذا.. هل الأضواء أيضا مزخرفة؟؟.. نعم ولا تستغربوا.. الثريات التي تملأ القاعة مزخرفة.. ولكن انتظروا.. كم من الأضواء في هذه القاعة؟؟
ساعتا الانتظار كانت كافية لأغوص في عد الثريات ثم اللمبات وتقدير قوة كل منها بالواط، وهذا ما حدث فقد وجدت في القاعة التالي:
-1 عدد «10» ثريات حائط في كل ثريا منها عدد «3» لمبات قياس «60» واطاً على الأقل للواحدة.
-2 عدد «6» كشافات سقف أظن الكشاف الواحد منها بقوة «1000» واط.
-3 عدد «43» سبوت لايت أظن ان قوة الواحد منها تبلغ «150» واطاً.
-4 عدد «36» ثريا سقف، أكرر – 36 – متوسط عدد اللمبات في كل ثريا ما بين «15-12» لمبة، الواحدة على الأقل بقوة «60» واطاً ان لم تكن بقوة «100» واط.
ومما سبق يتضح أن لدينا قوة 1800 واط من ثريات الحائط، يضاف لها 6000 واط من الكشافات «وكأننا قاعدين في ملعب» ضيف عليها 6500 واط من لمبات السبوت لايتس، وفوقها 4300 واط هي ناتج حوالي 430 لمبة قياس مئة واط موجودة في 36 ثريا سقف.
الناتج الاجمالي عندنا «57000» واط ان لم يكن أكثر، وهنا ربما يتصور الانسان ان هذا الكم من الاضاءة الناتج من كشافات ولمبات تقليدية، وليست من لمبات توفير الطاقة، هذا كله سيحول القاعة الى ما يشبه الجحيم من حرارتها، وربما تكون بروفة لدخول جهنم ابعدنا الله وإياكم عنها.
لكن المفاجأة ان القاعة كانت باردة جدا الى الحد الذي يجلب النعاس ويذكرك بأيام الزمهرير في الشتاء، لدرجة أن أحد الزملاء بدأت اصابعه تتحول إلى اللون الأزرق، ما ذكرني بما طرحه العم صالح العجيري عن عودة العصر الجليدي واضطرارنا إلى قطع أصابعنا متى هاجمنا التجمد، حتى لا ينتقل التجمد إلى أجسادنا فنموت.
بعد هذا كله، أقول لأعضاء الحكومة عموما.. وللأخ د. بدر الشريعان على وجه الخصوص إياك ان تدعو الناس الى الترشيد والتوفير.. واذكرك بمقولة الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك اذا فعلت عظيم
وليد جاسم الجاسم
تعليقات