حمد الجاسر يغوص في تفاصيل الثقل القبلي في الدائرتين الرابعه والخامسه

زاوية الكتاب

كتب 619 مشاهدات 0


الدوائر الخمس... التأثير الغامض في السياسة والمجتمع بقلم حمد الجاسر* في أي انتخابات برلمانية جديدة ستكون الدائرتان الرابعة (الجهراء، الفروانية، جليب الشيوخ..) والخامسة (الأحمدي، الرقة، الفحيحيل..) موضعا للتنافس القبلي الصرف، إذ يمثل الناخبون القبليون أكثر من 80 في المئة، ولا مكان هنا للأيديولوجيا أو الحزبية أو أي مؤثر سياسي آخر ما لم يأت راكبا على صهوة القبيلة. في الدائرة الرابعة نلاحظ 6 قبائل رئيسة هي مطير (25 ألف ناخب) والرشايدة (18 ألف ناخب)، ثم عنزة (7 آلاف) وشمر (7 آلاف) والظفير (6 آلاف) والعجمان (5 آلاف) مع وجود أقل لقبائل وعشائر أخرى مثل حرب وعتيبة والعوازم والصلب، وكل الأرقام السابقة تقديرية، ومن المنطقي ان نتوقع ان تقدم مطير والرشايدة قائمة رباعية لكل منهما، اما القبائل الأقل حجما فلا أمل لها الا بقائمة متحالفة لمضاهاة التفوق العددي خصوصا لمطير. والشيء نفسه ينطبق على الدائرة الخامسة فهناك العوازم، (20 ألفا)، والعجمان (18 ألفا) ومطير (7 آلاف)، وعتيبة (6 آلاف)، والهواجر (5 آلاف) وقبائل وعشائر أقل عددا مثل الدواسر والكنادرة، وهذه أرقام تقديرية ايضا، وهنا سيسعى العجمان والعوازم الى احتلال أربعة مقاعد لكل منهما، لكن تحالفا بين القبائل الأخرى - إذا صمد - من الممكن ان يحرج العجمان والعوازم ويسحب منهم مقاعد. وكما في كل الانتخابات الماضية ستجري كل القبائل انتخابات فرعية سواء لاختيار القائمة الرباعية للقبائل الأكثر عددا أو لاختيار ممثل القبيلة في القائمة الرباعية المتحالفة، وستحتاج القبائل الى تطوير ثقافة جديدة من التحالفات الانتخابية لم تكن بحاجة اليها سابقا وسيكون التزام الناخبين - وعدم تخوينهم بمرشح القبيلة الأخرى - أساسا لنجاح التحالفات، وهكذا فإنه بدل من ان يكبح تقليص الدوائر العصبية القبلية فإنه سيطلقها الى فضاء أوسع، هذا ما لم تمنع السلطات الأمنية الانتخابات الفرعية بجدية وحزم، ولا أتوقع انها ستفعل. ومثلما حدث دائما ستسير المجموعات الاسلامية مع القبائل يدا بيد من أجل ايصال مرشحيها الى المجلس، والدعم يبدأ قبل الانتخابات الفرعية، اذ ينشط الاسلاميون في هذه المرحلة لاختراق التنافس القبلي الداخلي، فإذا فاز المرشح الاسلامي حملته بعد ذلك الأصوات القبلية الى البرلمان، وليس صعبا ان تدعم جماعة اسلامية مرشحا من قبيلة وآخر من قبيلة أخرى منافسة في الدائرة نفسها، وسيبدو ان مرشحي الجماعة ينافس بعضهما بعضا ولكن في الحقيقة كلاهما يحصل على فرصة أكبر للنجاح من المرشحين القبليين غير الاسلاميين لأن للاسلاميين تأثيرا في أصوات الحضر التي كثيرا ما رجحت مرشحا قبليا ضد آخر. ومع ان «التجمع الشعبي» كان أقوى المجموعات دفعا نحو اصلاح نظام الانتخابات والاتيان بالدوائر الخمس، لكن هذا النظام سيكون محرجا لبعض نوابه، فمثلا هل سيدخل النائب مسلم البراك فرعية «مطير» في الدائرة الرابعة أم يغامر بالترشيح منفردا معتمدا على شعبيته؟ كذلك الأمر بالنسبة الى نائب العوازم مرزوق الحبيني الذي يتحاشى «الفرعي» عادة لكنه قد يدخله الآن مرغما، والشيء نفسه بالنسبة لنائب شمر محمد الخليفة الذي قد يضطر الى التحالف مع مرشحي قبائل أخرى ليس لهم علاقة بهويته السياسية والبرلمانية، ولا ننسى هنا ان عقدة «الفرعي» كانت السبب في عزوف النائب وليد الجري عن الترشح للانتخابات الأخيرة - وهذا أمر يحسب له - وستكون عائقا دون ترشحه للدائرة نفسها من جديد مع انه قد يكسب المركز الأول فيها. مؤثرات جديدة ومثيرة يحملها نظام الدوائر الخمس على الكويت عموما، ودوائر القبائل بشكل خاص وتحتاج الى دراستها والتنبؤ بالآثار الاجتماعية المترتبة عليها، واخشى ان دور القبلية ستعزز كثيرا في السنوات المقبلة على حساب الانتماء الوطني، واذا كان هناك من يلام على ذلك فهي الحكومات المتعاقبة التي طالما اعتبرت القبلية اداة تستخدم لأجل تفريغ الديموقراطية من محتواها، لكن المارد اطلق من القمقم وصار صعبا جدا ارجاعه اليه، وليس العيب في القبيلة، العيب في الدولة التي تخلت عن ان تكون للجميع فتقدمت القبيلة لتكون *إعلامي كويتي
الآن

تعليقات

اكتب تعليقك