سلطان آل مفتوق يشبه الشيخ أحمد الفهد ـ دون أن يسميه ـ بالزير سالم ويسأل عن موقف محبيه وأعدائه لو سمعوه وهو يقول لأعدائه “موتوا قهرا” ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1137 مشاهدات 0


 

عالم اليوم
همس اليراع 
موتوا قهرا؟! 
 
كتب سلطان آل مفتوق
 
القارئ للتاريخ العربي يلاحظ بأن الطبع الغالب على العرب هو حب الشجاعة واحترامها سواء أكانت الشجاعة في الحرب أم الشجاعة في الكلام ومنها الشعر وحسن البيان أم الشجاعة في الموقف وفي صلابة الرأي , فالعرب تعشق كل شجاع حتى لو كان جبارا متهورا كصاحب بيت الشعر الذي يقول:

احمل رأسا قد سئمت حمله

وقد مللت دهنه وغسله

ألا فتى يحمل عني ثقله !!

فتجد العرب يتفننون في سرد قصص هؤلاء الشجعان ويحفظون أشعارهم ويتغنون بها حتى لو كان هؤلاء الشجعان خصوما لهم وما مدحهم للشجعان إلا لأنهم يحترمون الخصم الشجاع وهذا ما يسمى بشرف الخصومة ولذلك هم يسعدون بمواجهته سواء بالحروب أو بالشعر أو بالخطابة ، وقد تناقشت مع صديق لي في هذا الموضوع فقال لي سوف أثبت لك عشق العرب للشجاعة والشجعان حتى كانوا ظالمين فقال في مجلس مزدحم من الأصدقاء إن الزير سالم قد بالغ في ثأره لأخيه كليب من جساس وما أن انتهى من كلامه وإذا بألسن الموجودين تتقاذفه من لسان إلى لسان وهو يقول أفهموني وفكروا بالعقل إن جساس تصدى لكليب مع علمه بشجاعته واحترامه لكليب ولكن جساس “حر” ولا يرضى بالمهانة له ولمن استجار به ولا يرضى بتقييده من فعل المكارم وهو على قيد الحياة ففعل فعلته وقتل كليبا.. ولكن لا حياة لمن تنادي فالموجودون في المجلس كلهم يبكون كليبا ويثورون غضبا مع الزير في طلب ثأره.

الزير سالم يملك كاريزما عجيبة لدرجة أنه يبهر أعدائه قبل أصحابه بأسلوبه الساحر المهذب وهذا ما جعل أعدائه يفتخرون بشرف خصومته معهم ، فإذا تكلم الزير وهو مرتاح البال أطرب المستمعين وشنف آذانهم بسحر كلماته ، وإذا تكلم وهو غاضب أشخصت الأبصار وأذهلت العقول من كلماته المنتقاة غير البذيئة والمطلية بالرجولة الفذة ،، ولكن ما موقف محبي الزير وأعدائه لو سمعوه وهو واقف بشموخ وعنفوان ثم يرفع صوته غاضبا وهو يقول لأعدائه “موتوا قهرا” ؟! وحتى لو كانت لها مبرراتها أو حاجة في نفسه فهل هذه الجملة تليق بالزير سالم صاحب مقولة يا لثارات كليب ؟ وهل بعد هذه الجملة سينتهج الفرسان والشجعان سواء الأعداء منهم أو الأصدقاء مقولات خائبة مثل “ سليمه تصكك” و”عمى بعينك” وغيرها من الكلمات التي لا تليق بالفرسان؟ فهذه الأسئلة اطرحها للقراء ليداولونها بينهم وأما أنا عن نفسي لا أرضى للزير بهذا الكلام الدخيل على أسلوبه وشخصيته لعلمنا يقينا بشجاعته وفروسيته النبيلة مع خصومه.
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك