ثقافة الـ 'هكرة وعقد وطراثيث وجيميخوه' !!

زاوية الكتاب

كتب 3414 مشاهدات 0


قال تعالى ' ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ' واللمز: هو السخرية من الناس بالقول، كتسمية الشخص باسم يدل على عاهة فيه أو مرض، أو اتهامه بخليقة سيئة، أو التعريض بذلك وقال عليه الصلاة والسلام ' بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ' ، انتشر في الآونة الأخيرة وبشكل مفرط ويدعونا لحتمية الوقوف عليه ألا وهو الهمز واللمز والسخرية والتحقير من قدر الأخرين فهذا عندما لا يعجبه شخص من أصول عراقية لمزه ونعته  'هكري' وعندما بحثت عن أصل هذه التسمية وجدت أن لها حكاية واشتقت من الكلمة الإنجليزية Hackers والتي تعني المخترقين فقد أطلقها الجنود الإنجليز على المقاومين العراقيين الذين قاموا باختراق صفوفهم،  و أخر من أصول سورية لمزه ونعته 'عقيدي' وللعلم فإن قبيلة العقيدات من القبائل العربية الأصلية التي تمتد جذورها لزبيد ولهم مفاخر ومراجل معتبرة وأخر إذا تخاصم مع شخص من أصول 'إيرانية' نعته 'يالجيميخوه' والتي اشتقت من الكلمة الفارسية ' جيميخي' وتعني بالفارسي 'ماذا تريد؟' فنقول له فعلا ماذا تريد !! وقد امتدح الأخيار من الفرس نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فروى أبي يعلى في مسنده من حديث قيس بن سعد:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو كان الإيمان معلقا بالثريا  لناله رجال من أبناء فارس » وأخيرا عندما يتخاصم مع شخص من بادية الجزيرة العربية نعته 'طرثوث' فتناسى أن هذه الأرض وأبناؤها كانوا أعمدة وسند لنهضة الحضارة العربية الإسلامية.

تبا لهذه الثقافات والعقول المريضة يبدو أن من يقوم بهذا العمل يعتقد بأنه قد أتى إلى الأرض من جنة الفردوس على ظهر حصان أبيض وأن بقية البشر هم أدنى منه مرتبة!!، كيف نستحقر الآخرين وأعراقهم وانتمائاتهم ونحن جميعا ننتمي لعرق وانتماء وطائفة فهل نقبل أن ينتقدنا أحد على هذه الملامح لكي نقبل أن نستهزئ بغيرنا ونعيرهم ، ما الفائدة التي نرجوها من هذه الاعمال سوى تأليب النفوس وزرع الحقد والكراهية بين صفوف المجتمع وخدمة الهدف الشيطاني ' فرق تسد '.

وأنا أكتب هذا السطور شاهدت عرض فيديو لأحداث TED في أمريكا وهي مجموعة من المؤتمرات العالمية ترعاها مؤسسة سلابيج الأمريكية الغير هادفة للربح و شعارها هو 'الأفكار تستحق الإنتشار'، وقد قام أمريكي من أصل هندي يدعى 'بانديب' باستعراض عبقريته وبين كيف أنه صمم نظام يربط عدة أجهزة تركب على الجسد تستطيع خدمة الشخص في حياته العامة وتربط الحواس الستة فعلى سبيل المثال عندما تقوم بالذهاب إلى المتجر فهي تحلل لك البضائع بمجرد لمسها وكان الجميع فخورين بما قام به هذا النابغة ولو كان نفس الوضع عندنا لقام البعض بنعته ' بوهناد والدهن' وكل مايرى فيه أنه يحسن صنع 'الشاباتي' و 'الحليب جاي' ولا يصلح لأمر أخر غيره أما صاحبنا فيرى أن العالم كله محظوظ لوجوده لأنه يتقن الفن الذي سيفيد العالم بأسره وهو 'الطنازة' لذا نقول تعيش ثقافة ' الهكرة والعقد والطراثيث والجيميخوه' التي أخرتنا لمئة سنة في قعر التخلف و 'مكانك راوح' !!!.

 

ولدكم

عبدالرحمن الحسيني

الآن - رأي: عبد الرحمن الحسيني

تعليقات

اكتب تعليقك