سعود العصفور: بأموالنا يحاربوننا
زاوية الكتابسعود العصفور: بأموالنا يحاربوننا
كتب يونيو 10, 2007, 2:41 ص 547 مشاهدات 0
الرأي
يبدو أن مقال الزميل محمد الوشيحي «تمام يا أهرام» ورد مدير مكتب جريدة «الأهرام»
في الكويت السيد محمد موافي قد قلبا الطاولة على من كان يحاول أن يتلاعب في
الحقيقة! رد مدير مكتب الأهرام المصري الجنسية كان أكثر «وطنية» من كل أولئك الذين
عملوا على نشر ذلك الإعلان المدفوع الثمن في «الأهرام»، ومن ثم إعادة نشره في الصحف
المحلية! لذلك أتى رد السيد موافي، ومقال الزميل الوشيحي قبله، مثل «الصفعة»
المدوية والعنيفة على وجه «الأشقياء الثلاثة»، ممن سخّروا أقلامهم للدفاع عن سراق
المال العام وللتهجم على النواب المتصدين لقضايا المال العام.
إن من يتحدث عن حاجة ناشر الإعلان إلى إثارة الرأي العام المصري في قضية محلية هو
شخص لا يستطيع أن يرى الصورة كاملة، وهذه بالمناسبة هي الحجة التي لجأ إليها
«الأشقياء الثلاثة» بعد أن اضطروا إلى ابتلاع موس «الأهرام - غيت». الهدف الفعلي
لذلك الإعلان لم يكن أبداً لإثارة الرأي العام المصري، بل إن الخطة الموضوعة لهذا
الإعلان كما تبدو من تفاصيل أحداثه، لا تنتهي عند نشر الإعلان في جريدة «الأهرام»
المصرية، بل إنها تمتد بعد ذلك إلى نشر «الخبر الإعلان» في الصحف المحلية الكويتية
على أنه مقال تمت كتابته في جريدة «محايدة سياسياً»، وذات سمعة عربية كبيرة مثل
جريدة «الأهرام» المصرية. وحتى يكون لدى من يقف وراء تشويه صورة الديموقراطية
الكويتية وسمعة نوابها ورقة يلعب فيها ويزايد عليها حين يقول إنه «حتى الأطراف
المحايدة وغير المرتبطة بالصراع السياسي الداخلي في الكويت، ترى أن (التكتل الشعبي)
وهؤلاء النواب بالذات هم أساس التأزيم، وأن أهدافهم لحل المجلس معروفة» و«أنهم اللي
قالوا، وليس نحن»!
لذلك أتى الخبر في اليوم التالي في الصحف ذات المصلحة بمثل هذا الإعلان على شكل خبر
نشرته «الأهرام»، وعلى أنه تحليل سياسي قامت به تلك الجريدة العربية المحايدة وذات
التاريخ الصحافي والسياسي الطويل. ولكن يبدو أن من «طبخ» الطبخة قد أخطأ في حساب
المقادير اللازمة، فاحترقت الخطة قبل أن تنجح، وقبل أن تحقق هدفها الرئيسي، وهو
«التأثير في الرأي العام الكويتي (وليس المصري)»! وانقلب السحر على ساحره أو بمعنى
أصح انقلب الخبر على كاتبه، فانبرى «الأشقياء الثلاثة» إلى الهجوم على جريدة
«الأهرام» ومدير مكتبها في الكويت، عوضاً أن ينصب هجومهم على من ارتكب هذه الفضيحة
التي تصل إلى حد «الخيانة الوطنية العظمى»، والتي يجب أن يحاسب كل من يقف وراءها
حساباً عسيراً.
نقطة أخيرة أود أن ينتبه إليها الجميع، وهي أن الأموال التي دفعت لتشويه صورة
الديموقراطية الكويتية وللتشنيع على الأعضاء من ذوي المواقف الوطنية الواضحة ضد
سراق المال العام، سواء كان مصدرها وزارة الإعلام الكويتية! كما يتردد هذه الأيام
أو أموالاً خاصة أتت من قبل من تضرر فعلياً من مواقف هؤلاء النواب ومن الدفاع
المستميت عن المال العام، هي في نهاية الأمر من أموالنا العامة، وهي الأموال العامة
ذاتها التي اختلست من ثروات وحقوق الشعب، لكي يقوم مختلسوها باستخدامها في إهانة
هذا الشعب وفي بث روح الفرقة والطائفية والعصبية بين أركانه، وهي الأموال ذاتها
التي استخدمت ولا تزال تستخدم في ضرب كل رموزنا الوطنية وتشويه سمعتها، وفي قتل ثقة
المواطن الكويتي في نفسه وفي ذاته! وبدلاً من أن يكون المثل المحلي المعروف «خذ من
جيبه وعايده»، أصبح بفعل «الأشقياء الثلاثة» وعرابهم... «خذ من جيبه وحاربه وشوّه
سمعته»!
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الان-خاص
تعليقات