لن يكون الحل ازاء الفساد الحكومي أو البرلماني بمزيد من المظاهرات والفوضى، لأنها ليست مضمونة وتفتح ـ برأى ضاري المطيري

زاوية الكتاب

كتب 458 مشاهدات 0



الأنباء

ليس الحل بالفوضى ولا بالمظاهرات 
 
الى الاخوة الداعين الى التجمهر أيام الجمع، من أصحاب النوايا الطيبة، والغيورين على البلد نكتب ونقول، لن يكون

الحل ازاء الفساد الحكومي أو البرلماني بمزيد من المظاهرات والفوضى، فليست هذه الوسائل بمضمونة النتائج، وانما

تفتح باب شر عظيم، وتمنح أصحاب النفوس المريضة والمتسلقين مرتعا خصبا ليحققوا مآربهم الشخصية على حساب

الشباب الوطني المتجمهر، فضلا عما فيها من مخالفات شرعية، وعدم الامتثال لتوجيهات صاحب السمو التي تضمنها

خطاب سموه الابوي الاخير. ورأينا كيف أن ما حدث من فتنة في ديوان الحربش، وما فيها من مواجهة مؤسفة بين

المواطنين ورجال الامن، جعل من رموز ما يسمى بالتيار الوطني آنذاك عند الكثيرين رموزا وطنية لا يشق لها غبار،

رغم أن المنافع المتبادلة بين هذا التيار والحكومة أشهر من نار على علم، وهكذا هي التجمعات التي لا تقوم على

أسس مشتركة وواضحة تأتي بنتائج عكسية، وصار أكثر الرابحين من حادثة ديوان الحربش الشهيرة هم الليبرالييون لا

المعارضة الحقيقية، لكن لم يطل الزمان حتى أكد لنا التيار الوطني الانتهازي مدى عمق تحالفه القديم الجديد مع

الحكومة ضد آمال الشعب وخيرات الوطن. وانما يكمن الحل الحقيقي لمواجهة فساد الحكومة، وحلفائها من أصحاب

المصالح الفئوية والطائفية، من الذين عطلوا المجلس، وما يملكونه من آلة اعلامية ضخمة تسعى الى تبرير الفساد

واضفاء الشرعية عليه، وتصوير المعارضة الوطنية بالمؤزمين والتكفيريين، بمواجهتهم بآلة اعلامية تفضح أكاذيبهم

ودجلهم، وليس هذا الامر بمستحيل، وليس بالضرورة أن يتطلب أموالا طائلة، بل هناك بدائل ناجحة أقل كلفة،

كاستغلال التويتر والفيس بوك وغيرهما من خدمات التواصل الاجتماعي، واقامة الندوات والمؤتمرات، فضلا عن

المشاركات في القنوات والصحف الحرة التي تنشر الرأي والرأي المخالف، والاحق أبلج والباطل لجلج.
وأحوج ما تحتاجه المعارضة الوطنية الصادقة في الكويت، هو اجتماعها في صف واحد أمام المفسدين من المتنفذين،

وغلق الابواب أمام كل من يريد أن يشغلها بخلافاتهم الاخرى، فعبر المواجهات الماضية بين الحكومة وحلفائها وبين

المعارضة في الطرف الاخر، كانت الحكومة تحسن استغلال الخلافات الفكرية بين رموز المعارضة، وتجيد فن افتعال

الازمات، حتى لو كانت على حساب الامن والدين أحيانا، فيسقط في هذا الفخ بعض رموز المعارضة، ويدب الخلاف

وتفرط السبحة، ويهتز البنيان، فينتصر نواب الصفقات الذين يحسنون استغلال ضعف الحكومة، والنتيجة مص دماء الوطن

وخيراته.
 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك