نامي حراب منتقدا طريقة بيع شركة الاتصالات 'زين' وطريقة مفاوضاتها لبيع حصتها في السعودية وأنها أشين من الشين

زاوية الكتاب

كتب 595 مشاهدات 0

نامي حراب المطيري

يا شين زين شيناه !

نامي حراب المطيري

منعاً للالتباس وحرصا على وقت القارئ ورغبة في وضع النقاط على الحروف ..اؤكد للجميع أن عنوان مقالتي أعلاه ليس اسما لاحدى لاعبات الجمباز الصينيات وليس 'شيفرة' عسكرية أرسلها احد القادة الصينيين استعدادا لغزو تايوان وإعادتها للوطن الأم .. بل هو يعني ببساطة من وجهة نظري أن ما قامت به شركة الاتصالات المتنقلة 'زين' من بيع اصول عملياتها في افريقيا لمجموعة بهارتي الهندية ومفاوضاتها الحالية لبيع حصتها في ' زين ' السعودية لشركتي ' بتلكو والمملكة القابضة ' تمهيداً لبيع 'الأم وبناتها' لشركة الاتصالات الإماراتية أو غيرها، أقول إن ذلك برأيي المتواضع ليس 'شينا' فقط بل ..أشين من الشين .

فبالرغم من أحقية أصحاب وملاك الشركة المطلق والطبيعي بالبحث عن مصالحهم التجارية حتى لو كانت داخل ..جحر ضب ! وبالرغم من أن الصفقة من الناحية الاقتصادية البحتة وبمقاييس الربح والخسارة لا تعتبر 'ضربة معلم' فحسب بل 'ضربة هيئة التدريس مجتمعة' إلا أنها من الناحية الاستراتيجية والنظرة المستقبلية تشكل 'صفعة' وليست صفقة للطموح التوسعي والاستحواذي للشركة بل لا ابالغ اذا قلت إنها شكلت هزيمة اقتصادية ليس لزين وحدها بل للاقتصاد الوطني الكويتي برمته .

إذ من المحزن والمؤسف أن تتحول أحلامنا الوردية بمتابعة قصة نجاح فريدة لأحد أهم صروح الاقتصاد المحلي لكوابيس مزعجة لا لشيء سوى تحقيق رغبة آنية وقاصرة- لا تتعدى أرنبة الأنف- لجني مكسب مادي سرعان ما يتلاشى–وقد تلاشى فعلاً–إما داخل جيوب وأرصدة جماعة 'الذي جمع مالاً وعدده' وإما داخل بطون وكروش جماعة.. 'يحسب أن ماله اخلده' .

فلا نحن حافظنا على أحد أهم مصادر دخلنا اللانفطي ولا نحن استفدنا أصلا وبشكل عملي وملموس من صافي الربح المقدر بالمليارات الخمسة المخلوطة والمكبوسة بـ'الفلفل الهندي' في صفقة أفريقيا ولا ' المليار وكسور' التي سنجنيها من الأمير الوليد و...مملكته القابضة!

ناهيكم عن أن 'جحافل الزين 'المرابطة منذ سنوات على الجبهة الافريقية الممتدة من السودان شرقا حتى تطوان غربا تراجعت وتقهقرت بعد ان كنا نتطلع لأن تواصل زحفها المظفر ناحية مضيق جبل طارق للسيطرة عليه ثم استرجاع 'سبتة ومليلة' وإعادتهما لأحضان الوطن الام ..ثم الزحف باتجاه 'غرانادا' او غرناطة العزيزة ثم محاصرة 'كورتوبا' او قرطبة ورفع العلم العربي 'الزين' على اسوارها وقلاعها .

ثم البدء بالتحضير لاستكمال مسيرة 'الجهاد' ناحية 'مجريط' المسماة حاليا مدريد عاصمة الثور الاسباني ..وانتهاء باكتساح شطري اوروبا.

كل هذه الأحلام راحت وتوارت واضمحلت وتلاشت بفعل جشع بعض 'حيتاننا' وهواميرنا ممن لا تظهر رؤوسهم الا وقت البلع و'الهبش' أما باقي اوقات السنة فهم ..وأصحاب الكهف سواء!

ثم إن نجاح المفاوضات الحالية لبيع ' زين ' السعودية لن يكون سوى نسخة كربونية أخرى لنفس ' الخطيئة ' التي أسقطتنا على رؤوسنا وأنوفنا في أوحال وأدغال أفريقيا!

شرهتنا 'العودة' ليست على ' مصاصي الدينار ' ومستشاريهم لكنها منصبّة ومتجهة ناحية حكومة 'جاك الذيب' الحالية التي تمتلك ممثلة بالهيئة العامة للاستثمار اكثر من 24 % من اسهم الشركة المعنية وبإمكانها مع أصحابها و'التابعين' التحكم بالقرار وتغيير دفة الامور وتغليب المصلحة العامة على مصلحة الأخوان في ..جمهورية الغرفة الشقيقة!

لكنها 'موازين القوى' وتداخل المصالح فليست كل حكومة حكومة وليست كل غرفة... غرفة!

كل هذا وغيره جعلنا نقول بصوت واحد وباللغة الصينية هذه المرة ...ياشيناو زينهاو شيناواه!

حكمة اليوم: الثروة تأتي كالسلحفاة وتذهب كالغزال!

الآن - المستقبل

تعليقات

اكتب تعليقك