الصلاة ألغيت من المدارس في الخمسينات..عبداللطيف الدعيج ينتقد الذين انتفضوا لإلغاء حديث «لا تسبوا اصحابي»
زاوية الكتابكتب أكتوبر 13, 2011, 1:03 ص 1968 مشاهدات 0
القبس
ألغوا الصلاة ولم يعترض أحد
كتب عبداللطيف الدعيج :
البلد مخبوص، والدنيا مقلوبة، لأن وزارة التربية قررت إجراء تعديل طفيف في منهج التربية الدينية. وان يمتعض البعض او يتورم محياه فهذا ربما حق له. وان يهدد وان يتوعد ايضا مقبول ومهضوم. لكن ان يحذر من المساءلة «الدستورية» ويلوح باستجواب الحكومة فهذا خطل وتخبيص ينتقص من الدستور والنظام ولا ينتصر لهما. فقضية تضبيط او تعديل المناهج من اختصاص المختصين والمعنيين في وزارة التربية، وان تضمنت قذفا او تعديا على احد، وهو ما لم يحدث، لان القضية المثارة هي حذف وليس زيادة، فالقضاء موجود والقوانين تحكم، اما الدستور الذي يلوح به البعض فهو يحرم على الدولة والمؤسسات التدخل في تربية النشء. والا اصبحنا دولة يحكمها نظام شمولي وليس ديموقراطيا كما تنص المادة السادسة من دستور البلاد.
في نهاية الخمسينات، وبحكم تطور الاوضاع والمناهج ألغت دائرة المعارف في ذلك الوقت «الصلاة» التي كانت تقام ظهرا وعصرا في المدارس، والصلاة فرض، بل هي الفرض الاول الذي يمارسه المسلم خمس مرات في اليوم. مع هذا لم يثر الالغاء اهتمام احد ولم يفسره احد على انه تعريض او ازدراء بالدين. وزارة التربية اليوم عدلت في المنهج ولم تلغ شيئا وفق زعمها، المتورمون يصرون على انها ألغت حديث «لا تسبوا اصحابي». يبدو ان هذا الحديث هو الدين كله عند البعض، والا لماذا هذه الضجة وهذا الحنق على حديث من آلاف؟ اليس من المفروض ان يتعرف الطالب إلى بقية الاحاديث وان يكون في المنهج فسحة لما يعتقد المربي انه ألزم وأوجب بحكم العصر والواقع الذي يجابهه النشء؟
ليس انتصارا للدين وليس حبا في الاسلام ثار وارغى وأزبد البعض، لكن انتصارا للمذهب وتعصبا للفرقة... وهي الفرقة الغريبة عن البلد واهله مع الاسف.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات