عندما يسلك 'الإصلاح' طريقاً خاطئ ،،، ماذا نفعل؟
زاوية الكتابكتب أكتوبر 15, 2011, 3:29 م 1110 مشاهدات 0
هناك شعب يعيش في دولة تعاني من فساد مالي وإداري 'ظخم' و يرزح تحت سياسة 'ارهاب الرأي الآخر' ، والمحزن أنه لم تحرك بشكل صادق مطالباً بإصلاحات حقيقية ومعبراً عن رأيه بكل جرأه! بل إن الدعوات الاصلاحية لم تلاقي منه إلا ردة فعل 'باردة' تكشف عن خلل كبير يجب أن نتوقف عنده!
القيمة؟
عندما تمس الحاجات الانسانية المادية او النفسية لأي شخص فإن ذلك يدفعه الى الثورة ، كأن يثور إنسان من أجل 'لقمة العيش' مثلما حدث في بعض ثورات الشعوب 'الجائعة'، أو أن يثور شخص 'متدين' عندما يُحرق كتاب مقدس أو يهان رمز ديني مثلما حدث عندما حُرق القرآن، والسبب هو أن الإنسان لا يتحرك الا عندما تمس حاجات نفسية او مادية لها قيمة كبيرة عنده ، فإذا لم يكن لـ'الحرية والعدالة' أو 'حق المشاركة السياسية' قيمة في نفس المواطن ، فمن الطبيعي أن تلاقي جميع المطالبات بأن يتحرك من أجلها بـ'الفشل الذريع'!
بورصة القيـّـم!
لأجل غطاء بعض الممارسات الغير انسانية، فإن بعض الحكومات والتي تستغل قصور عقلية بعض رجال الدين ووجهاء المجتمع بجانب تسييس 'التعليم والاعلام'، أرخصت مثل هذه القيّم ، فتم صبغ المظاهرات بصبغة 'التشبه بالكفار' ، واي صوت يطالب بإصلاح حقيقي يعني 'خروج على الحاكم' ، وأن الأموال لـ'الحكومة' ، والشعب 'ضيف' ،،،، كل هذا كوّن ثقافة تغلي قيّم رخيصة وترخص قيّم غالية!
القفز الفاشل:
إن قفز بعض الحركات الاصلاحية لمرحلة مطالبة الشعب بالتحرك من أجل 'الحرية والعدالة' وغيرها، وهو ذاته الشعب الذي يرخص مثل هذه القيّم، لن تجدي نفعاً ولن تجني هذه الدعوات ثمارها ما لم يتم العودة لمرحلة تعزيز هذه القيّم وهي المرحلة الأهم ، لأن ما بعدها من مراحل تحصيل حاصل!
المطلوب:
ليس هناك أهم من مرحلة تعزيز قيم الحرية والعدالة لدى شعب عانى معظم حياته من سياسة 'التجهيل والتظليل' بإسم الدين والمجتمع، لذلك يجب أن تتحول نظرة الحركات الاصلاحية لهذا الشعب على انه 'ضحية' لا 'مفسد'، وأن الواجب هو الاخذ بيده عن طريق فتح أبواب التساؤل والحوار واعادة تصدير خطاب بسيط واضح يحمل مشروع اصلاحي حقيقي بملامسته هذه الحاجات الانسانية، ومتى ما انصهرت هذه الحركات السياسية في اعماق الشعب بإقامة علاقات طيبة معه ، بالإضافة الى كسب ثقته عن طريق جعل سجلها حافل بخدمته، ستجد مطالبات هذه الحركات قبولاً شعبياً يصب في صالح الوطن والشعب!
ناخذ ولا نعطي!
غريب أمر بعض التيارات السياسية التي تتشكل حديثاً، فإنها سرعان ما تطالب الشعب بالتحرك وفق رؤيتهم دون تبني مع هذا الشعب جسور الثقة بتقديم لهم خدمات انسانية، إن الاشخاص القياديين الذين لديهم إرث مليئ بالخدمات الانسانية تلقى دعواتهم قبولاً واسعاً وهذا ما يجب أن تأخذه الحركات الاصلاحية بعين الاعتبار من أجل أن تكون كلمتهم مسموعه ودعواتهم مقبولة.
كاتبها: طلال عيد العتيبي
تعليقات