نحتاج إلى قانون «من أين لك هذا؟» بأثر رجعي منذ التحرير، برأى خضير العنزي

زاوية الكتاب

كتب 1059 مشاهدات 0



القبس

رأي ونص
لا صوت يعلو على صوت المعركة
كتب خضير العنزي :
 
انتقد بعض الزملاء عنوان مقالي الثلاثاء الماضي، الذي كان تحت عنوان «بيان رقم 1»، وقالوا: عادة البيانات التي تحمل رقم 1 هي بيانات انقلابية، كإحدى سنن الثورات العربية العسكرية، وكان ردي على هؤلاء الأحبة: نعم نحن نعيش البيان رقم 1، الذي أعلنته بصيغة غير مباشرة الأقلية المعارضة، أعيد وأكرر ان إعلانهم الحرب على الفساد لا يعني أنهم جادون في مواجهته، فنحن نعيش انقلابا في المفاهيم، وانقلابا في القيم، سادت روح الإنهزامية، وتسيد ثقافة الطعن والغمز واللمز والفجر في الخصومة، إنهم يعيدون نظرية الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن «من ليس معي فهو ضدي». حتى إذا هدأ «الرمي» سألناهم بهدوء: ماذا تريدون؟ قالوا: نريد محاسبة المفسدين، إذا جيد، كيف؟ هل من خلال تجييش الشارع ودفعه الى التظاهر حتى صارت حالنا واندفاع شبابنا في حالة الفلتان العام من كل ضابط، كأن ما لدينا هو قوانين الطوارئ التي تستحق الثورة عليها والعودة الى دولة الدستور والقانون.
لا أقلل من أهمية وقيمة الرفض والاحتجاج ولا أدعو إلى إلغاء التظاهر السلمي، فأحد مظاهر وطرق ايصال الرأي الآخر مثل هذه الحشود، التي تعلن رأيها للسلطات العامة، ومع تحديد مكان للتظاهر دعما لمسيرة أو خط أو حتى حزب معين، فلطالما انا مؤمن بأن العمل في الضوء افضل من دفع الناس إلى العمل في السراديب والعمل السري، فالحريات تمتص التطرف وترفض الخروج على المؤسسات والقانون. إلا ان ما يحدث لدينا هو أشبه بحالة الدعوة للعصيان المدني العام، يدفع له ويؤجج لتغيير المشهد السياسي، هذا ما نرفضه، فنحن الذين صنعنا هؤلاء النواب، وتغييرهم لا يتم من خلال الشارع بل من خلال الصناديق.
فجل المشكلة هي داخل المجلس وفي نوابه، ولدينا نقص في التشريعات التي تراقب النواب وأداءهم، نحتاج إلى لجنة للقيم ونحتاج إلى اقرار قانون كشف الذمة المالية للنواب والوزراء والقياديين، ونحتاج إلى قانون «من أين لك هذا؟» للتحقيق في أي حالة إثراء غير مشروع، وليكن بأثر رجعي منذ التحرير وحتى الآن، هذا هو الرد العملي وهذا هو الأفضل لتطويق الفساد. وعلينا ان ندعم قضاءنا، وان نسد النقص في التشريعات الخاصة بغسل الأموال، وكل من لديه اي معلومة يجب الا يقتصر عمله على توظيفها انتخابيا، بل يتجه للنيابة العامة، وتقديمها فورا، أما غير ذلك فسنظل مكانك «راوح» وفي خيمة انتخابية لا أحد يريد ان يسمع إلا صوت الصراخ وأصوات المعركة.. والله المستعان.

خضير العنزي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك