عبدالهادي الجميل يُفند مواقف نواب كتلة الوطني

زاوية الكتاب

كتب 892 مشاهدات 0





ضحك كالبكا
كتلة الضمائر المتّقدة
كتب عبدالهادي الجميل

تواصل كتلة العمل الوطني تخبّطها المستمر والمُحيّر منذ فترة ليست بالقصيرة. احترت في اختيار الكلمة المناسبة لوصف حال الكتلة، ففي البداية كتبت”تواصل الكتلة انحدارها” وعندما فرغت من الكتابة وأعدت قراءة المقالة، توقّفت عند الجملة السابقة، فشعرت بأنها غير ملائمة خصوصا في هذه الفترة التي تتطلّب التقريب والتعاون، فاستبدلتها بعبارة”تواصل تخبّطها”.
“الانحدار” يعني أن أشياء كثيرة داخل الكتلة قد ماتت، وما مات فات كما يقول قيس بن ساعدة، فلا فائدة من محاولة انعاشه أو إعادته للحياة وخصوصا الضمائر الميّتة. في حين أن “التخبّط” يعني أن البوصلة قد اختلّت والرؤية قد انعدمت، ولكن مازال هناك أمل بإمكانية تصحيح المسار متى ما كانت الضمائر حيّة ومتّقدة.
كمال جنبلاط -رحمه الله- كان يردد لمن حوله” إذا خُيّر أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يتبع ضميره، لأن الإنسان يستطيع أن يعيش بلا حزب ولكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير”.
الضمير كالإنسان، ينام ويستيقظ ويحتضر ويموت، فإذا استيقظ يصبح الإنسان أكثر نزاهة وصدقا وشجاعة، وإذا نام يصبح صاحبه أقل أمانة ونبلا، أمّا إذا مات الضمير فإن صاحبه يتحوّل-ببساطة- إلى قط بلا ذاكرة أو أخلاق.
عضو كتلة العمل الوطني النائب صالح الملا طالب الحكومة بضرورة إيقاف نوّابها عن العبث بتقارير لجنة حماية المال العام، وطالب نوّاب الضمائر الحية بالتصدّي لهذا العبث!! ولست أدري من يقصد بالنوّاب الحكوميين ونوّاب الضمائر الحيّة لأن المواقف الأخيرة لكتلته لا تذهب بعيدا عن مواقف نوّاب الحكومة ولا تقترب أبدا من مواقف نوّاب الضمائر الحيّة.
كان ضمير زميله في الكتلة، النائب عادل الصرعاوي، أكثر اتّقادا عندما تصدّى في الجلسة السابقة&S239;لبعض القبّيضة وطالبهم بعدم الترشّح في اللجان البرلمانيّة بسبب إحالتهم إلى النيابة العامة، فشتموه وهدّدوه بالضرب والإيذاء، لكن يبدو أن هذا الضمير لم يكن متّقدا إلى درجة تحول بينه وبين الانضمام إلى إحدى اللجان البرلمانيّة التي تضم اثنين من المحالين إلى النيابة.&S239;أمّا باقي أعضاء الكتلة فقد وضعوا ضمائرهم في سيّاراتهم قبل دخولهم البرلمان وانتشروا في بقية اللجان الموبوءة بالقبّيضة وأتباع الريّس!!
عزت كتلة العمل الوطني إصرارها على المشاركة في اللجان البرلمانية، إلى أن هذه اللجان جزء أصيل من العمل النيابي، ولأن الكتلة لا تريد أن تترك هذه اللجان لمن يريد العبث بها، فأتاها الرد حاسما وسريعا على لسان زميلتهم السابقة في الكتلة الدكتورة سلوى الجسّار رئيسة لجنة حماية الأموال العامة الجديدة التي قالت أنها “لن تقبل ببعض تقارير اللجنة السابقة لأنها أُنجِزت في الظلام”.
عزيزي القارئ انس موضوع الضمير تماما هنا، فنحن الآن نتكلّم عن الدكتورة سلوى الجسّار التي لا تكترث إلاّ بالماديات والأرقام وبما تراه أمامها، فهي أكثر الأعضاء تطبيقا لنظرية أن أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم.
الدكتورة سلوى لا تضيّع الوقت الثمين، فما دام أنها قد أعلنت عزمها على سحب التقارير فاعلم بأن التقارير ستُسحب وسيُعاد التحقيق فيها من جديد ولا أستبعد أن تُلصق تهم مصروفات ديوان ولي العهد وصفقة طائرتي الشحن والقرض الروسي بالنائب النائم عبدالله الرومي.

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك