البلالي يعيش مع المجرمين

زاوية الكتاب

كتب 563 مشاهدات 0


وأنا أمام الكعبة المشرفة، في رحلة مع مجموعة من المدمنين التائبين أراهم.. يستيقظون مبكرين ليدركوا الدقائق قبل الفجر من الثلث الأخير من الليل، فيناجوا ربهم، ويستغفروه من ذنوب السنوات الطويلة التي قضوها في عالم المخدرات أرى دموعهم، واسمع انينهم وكأنه يتكلم بلغة فصيحة لا تحتاج إلى فراسة أحد، ويقول: ها نحن قد عدنا إليك يارب.. ها نحن جئنا لنغسل ذنوبنا وقلوبنا التي كانت أشد قسوة من الحجارة.. فهل تقبل توبتنا؟ يا الله.. كيف تغير هؤلاء من مجرمين، لا يعرفون قيمة ولا مبدأ، ولا يرعون حقا لزوجة ولا ولد، ولا والد ولا أخ أو أخت، ولا أي فرد في المجتمع، ولا مانع عندهم من اقتراف اشنع الجرائم، وولوج ارذل الأبواب، والتعرض للذل والمهانة من أجل الحصول على المخدر إلى هذا الصنف من المؤمنين؟ انه الايمان الذي يصنع المعجزات، انه الايمان الذي حول جيل الصحابة الكرام، من مدمنين للخمر إلى قادة للعالم، ومعلمين للانسانية، وعمالقة يحني التاريخ جبهته لهم اجلالا وهيبة، ويصغي حين يتكلمون.. أفلا يقدر على تحويل ابنائنا من مدمنين الى رجال يبنون المجتمع بعد ان كانوا هادمين له؟.. بلى والله.. اننا نراهم معنا يتحولون من عالم إلى عالم، انها ثورة في المشاعر، وانقلاب كامل في كل شيء في حياتهم.. انهم يعودون الى فطرتهم وانسانيتهم، ويعودون الى اصالتهم، ويبدأون في ممارسة حياتهم كبشر بعد ان كانوا ضائعين نسأل الله لنا ولهم الهداية ونسأله التوفيق على الاستمرار في مهمتنا في انقاذ أبنائنا وبناتنا من وحل المخدرات.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك