وليد الأحمد يرى صنيع المعارضة انحدار أخلاقي في التعبير عن الرأي

زاوية الكتاب

كتب 932 مشاهدات 0


 

الراى

وليد إبراهيم الأحمد / أوضاع مقلوبة / يا حيف على هيك معارضة!

حالة الاحتقان في البلد لن تنجلي مادامت الثقة معدومة بين المجلس والحكومة، حتى وإن أقيمت عشرات الموائد ووزعت مئات الدعوات، وسيبقى سوء الظن مقدما على حسنه، والشك هو الأساس الذي تقوم عليه العلاقات المشتركة وتسن به القوانين... هذا اذا ظهرت تلك القوانين!
لن تتراجع المعارضة عن موقفها الرافض لاستمرار حكومة ناصر المحمد، ولن تركع الحكومة للنواب لكي يقتنعوا ببرامجها ويؤمنوا بسلامة موقفها، لذا لن تركض خلف النواب لتبرر ايداعاتها المليونية، ولن تعقد المؤتمرات لتدعو المواطنين الوثوق بها كونها تفضل خيار التكتيكات السياسية وكسر التحالفات لتحقيق مبتغاها عند الشدائد وحلول المصائب تحت سقف قاعة عبدالله السالم، وهو ما تحقق من نسفها استجواب الايداعات الاخير من جدول أعمال المجلس ببركة نواب الخيول الشقراء!
المعارضة تتزايد يوما بعد يوم بعد عزوفها عن المشاركة باللجان النيابية، ولتزيد من ضغطها على الحكومة أصبحت استراتيجيتها المعلنة الخروج للشارع بالحق والباطل، وآخرها اقتحام الشباب مجلس الأمة بغوغائية وبتشجيع مع الأسف من نواب الأمة!

يقولون حرية!
لا نعرف الى متى يستمر هذا الاحتقان؟ ففي السابق كانت صحفنا خمساً وحرية الرأي من تلقاء نفسها مضبوطة، رغم الاستثناءات، واليوم لدينا خمس عشرة صحيفة منها ما يعد على أصابع نصف اليد الواحدة مقروءة، والأخرى لا يعرف عنها أحد، والبقية توزع تحت أبواب المنازل، والقلة القليلة يكاد يسمع صوتها، مقابل ظهور المواقع الالكترونية بالهبل، فطال اللسان في زمن الحريات، وقل الأدب في زمن تعدد الآراء، حتى أصبح تفسير دستورنا «حارة كل من ايدو الو»!
لقد مل المواطن من الجمود السياسي الذي يشترك به الطرفان، أي السلطتين التنفيذية والتشريعية، حتى أصبحت الحكومة (رافعة الجام) على المجلس، والنواب يزايدون و(يقحصون) ويمثلون، ويخلطون الحابل بالنابل، ويتسلقون الاشجار فيقتلعون الأغصان، ويلقون بالزجاجات الفارغة عليها ليصعدوا على أكتاف الشباب في قضاياهم السياسية بعيدا عن الدستور!
بالرغم من كل هذه الزوبعة بقي أن نقول إن استجواب الإيداعات المليونية حق للشعب على رئيس مجلس الوزراء مواجهته بالتي هي احسن بعيدا عن اللعب السياسي كونه يدخل في نطاق اختصاصات الرئيس، ليعرف الشعب ما إذا كانت حكومتهم على حق، ونوابهم على باطل، أم العكس!

على الطاير
خسر نواب المعارضة أوراقا عديدة كانت لصالحهم باقتحامهم قاعة عبدالله السالم، واللعب بطاولاتها وكراسيها بصورة أقل ما يقال عنها انحدار أخلاقي في التعبير عن الرأي، وامتهان للدستور، فكسبت الحكومة (اللي ما صدقت خبر) تلك الأوراق، وحولت درجات تلك الأوراق لصالحها بامتياز بعد أن غطت على خيبتها في الرسوب في اختبار الحفاظ على أموال الوطن!
ياحيف على هيك معارضة! ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع باذن الله نلقاكم.


وليد إبراهيم الأحمد

تعليقات

اكتب تعليقك