ماذا سيفعل البراك لو عاد المجلس بنفس تركيبته؟.. أسامة سفر يسأل

القبس

دس السم بالعسل
كتب أسامة سفر :
 
حقيقة احترنا ما بين إرادة النائب مسلم البراك وإرادة بقية المجتمع الكويتي، إرادة مسلم البراك ونواب آخرين، لا يشكلون الأغلبية في المجلس ويريدون حل مجلس الأمة، بينما البقية لا تريد ذلك، والمجموعة ذاتها تريد رئيس وزراء جديدا، وآخرون لا يتدخلون بهذا الشأن، كونه أمرا خاصا وحقاً أصيلا لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.
إن على النائب مسلم البراك أن يعرف جيدا أنه لا يعقل أن يفرض رأيه على الآخرين، وأن الديموقراطية الحقيقية هي القبول برأي الأغلبية التي أتت أساسا عن طريق الشعب الذي اختار نوابه بمن فيهم مسلم البراك، أعيد السؤال ذاته مرة أخرى إلى النائب مسلم البراك: ماذا لو تم حل المجلس وعاد النواب انفسهم مع رئيس الوزراء الحالي؟ ترى ماذا سيفعل مسلم البراك، هل سيعود مرة أخرى إلى الشارع وإلى الممارسات ذاتها على غرار اقتحام مجلس الأمة الأربعاء الماضي؟ إن ما يحدث أيها السيدات والسادة إنما هو دس السم بالعسل، وأمور ظاهرها الإصلاح وباطنها الإساءة الكبرى للديموقراطية الكويتية، فمن ير.د رحيل رئيس الوزراء فعليه أن يتجه إلى قبة البرلمان لا إلى الشارع، ومن لا يتمكن من الحصول على الأصوات اللازمة لذلك عليه القبول برأي الأغلبية، لكن أن ننتهج الفوضى بدلا من الحكمة فتلك النهاية المؤلمة التي أساءت إلى تجربتنا الديموقراطية.
إنه لأمر مؤسف ما حدث وسيحدث، انه عبث بالدرجة الأولى بالشيء الذي نفخر به جميعا، بل وتمادٍ أخرق بالإشارة إلى ذرية مبارك بطرق لا يقبلها كويتي قلبه على بلده وتجاه أسرة حكمت الكويت ما يقارب ثلاثمائة عام حافظت فيها على استقرار الكويت في أحلك الظروف.

أسامة سفر