ما دخل تجديد البيعة، وقلب نظام الحكم، فى المطالبة بكشف الفضيحة المليونية؟..فيصل أبوصليب مستغربا
زاوية الكتابكتب نوفمبر 24, 2011, 12:20 ص 1806 مشاهدات 0
عالم اليوم
كلمات
الحكومة ما عادت أبخص
كتب د. فيصل أبوصليب
ما دخل تجديد البيعة لصاحب السمو الأمير في الموضوع ؟! هذا هو أول تساؤل يتبادر إلى الذهن عند مشاهدة لقطات من “كرنفال” الثلاثاء في ساحة الإرادة، فالقضية على حد علمي المتواضع تتعلق بقيام الصحافة بدورها في كشف “ الفضيحة المليونية” ، وكانت تلك القشة، التي وضعت فوق أكوام من الإخفاقات الحكومية في التعامل مع القضايا المحتلفة، لتقصم ظهر البعير، فقام بعض النواب من منطلق دورهم الرقابي بتوجيه استجواب لرئيس الوزراء يتعلق بهذه القضية، انتهت القصة، ونقطة على السطر. إذن فما دخل تجديد البيعة، وقلب نظام الحكم، ولماذا يتم إقحام المقام السامي كطرف في القضية كلما وجه استجواب لرئيس الحكومة ؟! فقط نريد أن نعرف، فالدستور ينص على إمكانية استجواب رئيس الوزراء وعزله دستوريا إذا توافرت أغلبية في مجلس الأمة، ولكن ذات الأمير مصونة على الجانب الآخر، فشتان ما بين الجانبين، والنظام السياسي الكويتي أخذ هذا المظهر من النظام البرلماني، ونقصد فيه محاسبة الحكومة سياسيا أمام البرلمان، فلماذا كلما أراد المجلس القيام بدوره البرلماني والرقابي يتم خلط الأوراق بهذه الطريقة المفضوحة ؟ أنا أعتقد، ومن وجهة نظر موضوعية وحيادية وغير متحيزة لأي طرف سوى للمصلحة العامة، بأن الحكومة تسير في الاتجاه الخاطئ تماما، وكل تكتيكاتها السياسية أصبحت مكشوفة للرأي العام بشكلٍ أصبح يضر بمصالحها أكثر من إضراره بالمعارضة، فلم يعد استخدام وسائل الإعلام المأجورة لتشويه الصورة وقلب الحقائق مجديا في هذه القضية بالتحديد، فالرأي العام وجد بأن هناك ملايين الدنانير من الأموال العامة صرفت من غير وجه حق، ولم تعط الحكومة لغاية هذه اللحظة إجاباتٍ وافية حول مصدرها ولمن وفيم صرفت، إذن فإنه في تصوري لن يفيد الحكومة محاولة تشتيت الانتباه عن القضية الرئيسية، تارة بمحاولة إضفاء طابع فئوي معين على المعارضة، وتارة بمحاولة الربط ما بين استجواب الرئيس والخروج على الحاكم، فأنا أظن بأنها محاولات يائسة ويجب على الحكومة إذا أرادت الخروج من هذا المأزق مواجهة القضية بشكل حازم، فالناس في الكويت ليسوا سذجا، ولن تنطلي عليهم هذه الحيل، فكلما تم محاولة شق صفوفهم باستخدام الخطاب العنصري، كلما ازداد إصرارهم على محاربة الفساد والحفاظ على الكويت كما عهدناها جميلة ونظيفة، فالصراع في الكويت هو صراع بين قوى الفساد وقوى الإصلاح وليس كما يصوره البعض، لذلك فإن ترك القضية الرئيسية وهي محاربة الفساد والكشف عن رموزه وتضييع الوقت والجهد والأموال في قضايا فرعية لن يفيد الحكومة في شيء، فالقضية أصبحت مسألة وقت، والمعطيات السياسية الحالية تشير إلى هناك بوادر حقيقية لاحت في الأفق تنبأ عن قرب حدوث تغييرات جذرية في المشهد السياسي الكويتي.
أستاذ العلوم السياسية ورئيس
وحدة الدراسات الأمريكية في جامعة الكويت
تعليقات