وائل الحساوي ينصح المعارضة باستقاء العبر مما حدث في مجلس 38

زاوية الكتاب

كتب 1667 مشاهدات 0


 

الراى

لنستقِ العبر من مجلس 38

د. وائل الحساوي
يحدثني احد اقاربي الكبار في السن عن تجربة مجلس 1938 ويقول: «هنالك مشهد رأيته لا يمكن ان انساه عندما رأيت مجموعة من شباب الكويت وقد قيدوا بالسلاسل ومروا بهم في الطريق إلى السجن، لقد كانت فعلا اياماً عصيبة حيث هرب كثير ممن يسمونهم المجلسيين او اختفوا عن الانظار وسجن من سجن وكانت كما قيل ثورة عام 38».
ويكاد يجمع المؤرخون بأن من بين اسباب حل المجلس هو استعجال المجلسيين في الحصول على الحقوق المشروعة او ما يسمى بحرق المراحل، حيث كان امير الكويت متفهما لمطالب شعب الكويت في البداية وقد أنشأ المجلس التشريعي عام 1938 واعطىالشعب صلاحيات واسعة، ثم حله واعاد الانتخابات في نفس العام، لكن وجود المعتمد البريطاني في الكويت وتحريضه على القوى الوطنية خوفا من اتساع الحركة الوطنية التي عمت البلاد العربية كلها، وكذلك اصرار المجلسيين على امور لم يتقبلها امير الكويت مثل ابعاد مستشاره الخاص وكذلك توسيع المجلس صلاحياته ومطالباته بكثير من الاصلاحات دفعة واحدة كل ذلك عجل بحل المجلس، ولكن آفة الآفات كانت في تنامي قوى المتمصلحين واصحاب الاهواء الذين خافوا على مصالحهم من الزوال فقاموا بالتحريض على المجلسيين وابقاء الفتن ضدهم، إلى ان اوغروا صدر الأمير عليهم.
كما يذكر خالد العدساني في مذكراته الشهيرة بان الامر قد وصل إلى تجهيز السلاح ما بين قصر دسمان وقصر نايف (حيث يتحصن فيه المجلسيون) ولولا حكمة الشيخ عبدالله السالم رحمه الله لوصل الامر إلى القتال.
لقد حققت الكويت منذ فتنة عام 38 الكثير من الاصلاحات السياسية والاجتماعية وسبقت كثيرا من الدول المتقدمة، ولو ان المجلسيين قد اصروا على انتزاع حقوق الشعب بقوة في تلك الفترة التي كانت تجربة العمل الشعبي والديموقراطي فيها قليلة لحصلت مذابح خطيرة.
هذه نصيحة اقدمها إلى قوى المعارضة الكويتية التي لا نشك في اخلاصها ونزاهة مقصدها لكننا نخالف منهجها في تحقيق الاصلاح، وما رأيناه من اقتحام لمجلس الامة يدل على ان هنالك عناصر من الحمقى لا تدرك مدى حساسية الامور ولا تدرك مدى غضب غالبية الشعب الكويتي لما حصل، بل ان بعضهم يتفاخر بما صنع ويهدد بتكرار العمل ويرحب بأن يكون ضحية لجهله المفرط!! وبطولاته الزائفة:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا.


د. وائل الحساوي

تعليقات

اكتب تعليقك