أسواق الكويت القديمة تنقل لنا وصف عنها سميرة الكندري
الاقتصاد الآننوفمبر 24, 2011, 10:27 ص 1350 مشاهدات 0
زاول الكويتيون فى الماضي أعمالهم المعيشية فى أماكن متعددة اختص كل منها بعمل معين ، كان من بينها الأسواق ، والمراكز التجارية والحرفية المختلفة التى انتشرت فى المدينة لتكون قريبة من مواقع الطلب على البضاعة أو الخدمة المعروضة ، وقد حملت كثير من تلك الأسواق أسماء البضائع المتداولة فيها أو الحرف التى كانت تزاول بداخلها ، وكانت الكويت بالرغم من صغر حجمها تزخر بالأسواق والمحال التجارية والحرفية المختلفة المنتشرة فى وسط المدينة وأطرافها.
وقد استمرت الأسواق فى التوسع بصورة كبيرة فى أواخر عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح ثم فى عهد المرحوم الشيخ سالم المبارك الذي بنى أسواقا جديدة من بينها سوق الصراريف ، وما أن جاء عهد المرحوم الشيخ أحمد الجابر الصباح فى أوائل العشرينيات حتى أصبحت أسواق الكويت عبارة عن شبكة متكاملة من المتاجر المتصلة ببعضها البعض ، حيث كانت تتميز كل مجموعة من الدكاكين والمتاجر بالتخصص فى سلعة معينة أو مجموعة من السلع المتقاربة التى يتوجه إليها المشترون ، سواء منهم المقيمون داخل السور أو أبناء البادية أو القادمون من البلدان المجاورة للتزود بحاجاتهم المختلفة من البضائع والعودة من حيث أتوا لاستخدامها لاستهلاكهم الخاص أو لبيعها فى بلادهم والحصول على المكسب المطلوب ..
وقد استمرت الحركة التجارية فى الكويت بين شد وجذب طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر إلى أن جاء عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح الذي ازدهرت التجارة بصورة كبيرة فى عهده ، خاصة بعد توقيعه لمعاهدة الحماية مع بريطانيا عام 1899م، حيث بدأت البواخر ، إثر توقيع تلك الاتفاقية فى الرسو بانتظام على شواطىء الكويت حاملة معها مختلف أنواع البضائع ، وتمتعت البلاد بنوع من الاستقرار النسبي الذي هو أساس التقدم الاقتصادي ونمو عدد السكان ، وقد أدى ذلك إلى اتساع النشاط التجاري بصورة كبيرة وارتفاع الطلب المحلي والخارجي على البضائع القادمة من الخارج إلى الكويت ، وتوسعت الأسواق وامتدت الساحات لتشمل ساحة الصفاة بكاملها ، ابتداء من ساحة الصراريف شمالا إلى موقع قصر نايف جنوبا ، ومن موقع المسيل شرقا إلى مقبرة الدهلة غربا ، ومع استمرار الزيادة في الطلب على السلع المختلفة ، تشبعت الأسواق وازدادت أهميتها وأنشئت أسواق جديدة امتدت من تلك الساحة فى جميع الاتجاهات لتلبي الطلبات اليومية للسكان ولتشكل الجزء المكمل للأسواق القديمة التى أصبحت لاتفي بحاجات السكان وتعاني من الازدحام ، لذلك شهدت فترة حكم الشيخ مبارك الصباح توسعا كبيرا فى بناء الأسواق الجديدة وامتداد المدينة فى جميع الاتجاهات ، ومن الأسواق التى بنيت فى عهده سوق الخضرة والأسواق المتفرعه منه والمحيطة به والتى امتدت غربا إلى براحة السبعان (براحة البحر حاليا) وجنوبا إلى ساحة الصفاة ..
الموضوع من كتاب أسواق الكويت القديمة، للاستاذ محمد عبدالهادي جمال ..
النغزة : إننا ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي إلى أمهاتنا
تعليقات