بين موالاة خانعة ومعارضة دايخة يا وطني لا تحزن..غنيم الزعبي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 26, 2011, 12:44 ص 1033 مشاهدات 0
الأنباء
بين الموالاة الخانعة والمعارضة الدايخة يا وطني لا تحزن
ما حدث في قاعة عبدلله السالم قبل يومين هو أكبر دليل على ضياع بوصلة المعارضة.. بدايتها كانت اعتصام وخطب حماسية، ثم فجأة قرروا عمل مسيرة لمنزل سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد. هل هذا التصرف من الحكمة في شيء؟! تندفع بآلاف الشباب المتحمسين إلى قصر الشيخ ناصر الذي هو بالنهاية منزل سكني بغض النظر عن منصب ساكنه، فيه أهله وأولاده وزوجاتهم وأحفاده، هؤلاء الآلاف من الشباب بينهم المراهق.. بينهم المعتوه غير المسؤول عن تصرفاته، وكذلك قد يكون بينهم بعض المندسين الذين سيستغلون الفوضى للقيام بجرائم إرهابية تخلط الحابل بالنابل، وقد تدفع البلد إلى حافة الهاوية، سامحهم الله، بس. ثم في حركة غريبة وصاعقة للجميع بمن فيهم بعض المتظاهرين الذين قاموا باقتحام مجلس الأمة وقاعة عبدالله السالم، وهم بهذه الحركة الطائشة عرّضوا مؤسسة وطنية يحبها كل الكويتيين ويعتزون بها للحرج وهي مؤسسة الحرس الوطني وأظهرتها بمظهر العاجز الذي لم يستطع حماية مبنى مجلس الأمة ضد بضع مئات من الشباب العزل.. «برافو فقد كسبتوا عداء هذه المؤسسة الوطنية».
نفس هذه المعارضة وضمن مسلسل تخبطها انسحبت من كافة لجان المجلس والتي هي مطبخ قرارات المجلس ومصدر تشريعاته. هذه الحركة نفهمها ونبلعها لو صاحبها تقديم هؤلاء الأعضاء استقالاتهم، ولكنهم بقوا في المجلس ليعطوا شرعية لتلك القرارات التي ستطبخها تلك اللجان والتي ستمرر بسبب وجود الأغلبية الحكومية في المجلس، ما هذا؟ سذاجة، جهل؟ أنا شخصيا اعتقد أنهم لا يعلمون ماذا يريدون ولا إلى أين يتجهون لذلك فهم يغطون هذا العجز والجهل بالصراخ والحركات «الحلمنتيشية» كمحاولة تجميع آلاف الشباب أمام قصر الشيخ ناصر واقتحامهم لقبة عبدالله السالم وكذلك تنظيمهم المهرجانات الخطابية الواحد تلو الآخر والتي لا تغني ولا تسمن من جوع.. معارضة ضايعة بوصلتها الجميع فيها ربان يحاول إدارة دفة المركب باتجاه مختلف والنتيجة هم والبلد يدورون بنفس المكان منذ 6 سنوات.. هذه بعض مآخذنا على المعارضة.
أما عن الموالاة فأمرها عجيب غريب، واقع الحال الذي لا ينكره أحد أن أغلبهم منتفعون وأصحاب مصالح خاصة، ونحن هنا لسنا بصدد محاكمتهم على ما أخذوه او استفادوا منه من غير حق، فهذا سيلقون بعض الجزاء عليه في الدنيا وسيدفعون ثمنه بالكامل في الحياة الآخرة.. لكننا غاضبون عليهم لعدم استغلالهم علاقتهم الطيبة مع الحكومة لدفع ملفات مثل الصحة والتعليم والسكن والتوظيف إلى الأمام والتركيز عليها، عضويتهم في المجلس 4 سنين تمر على الكثير منهم ولم يقترح احدهم مشروعا واحدا ولا شارك في مناقشة شأن حياتي يهم كل الكويتيين، فقط مشغولون بموالاتهم للحكومة واخذ المنافع من ورائها، بل ان البعض منهم يحرج الحكومة بطريقته السمجة والغبية في الدفاع عنها في بعض الأمور التي لم يطلب منه الدفاع عنها، بين هؤلاء وهؤلاء، حال البلد جامد.
طيب ما هو الحل؟ الحل برأيي الشخصي يتكون من جزأين: الأول يقع على عاتق الجمعيات المهنية في الكويت التي لا تجب ألا يختزل دورها فقط بالمطالبة بالزيادات لمنتسبيها بل على طرح مواضيع اختصاصها بقوة وتقدم الحلول والبدائل للوضع الحالي وتكون نشطة جدا في هذا المجال وتعمل على لفت انتباه صانع القرار على مواقع الخلل في مجالات تخصصها، فالجمعية الطبية تفتح الملف الصحي في الكويت.. وجمعية المعلمين تطرح الملف التربوي في الكويت. وهكذا.
الثاني هو نشوء طبقة سياسية جديدة تضع إصبعها وعينها مثل الصقر على المشاكل الملحة والعاجلة للشعب الكويتي وتركز عليها، ولا يشتتها عن ذلك أي شيء..كل مجموعة تمسك ملفا ولا تتركه ألا وقد عالجته من كل الجوانب.
تعليقات