عن تجمع للكويت كلمة، وما تحقق بعد الإطاحة بالحكومة عبر الرفض الشعبي- يكتب عبدالله المسفر؟!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 1, 2011, 1:02 ص 613 مشاهدات 0
للكويت كلمة
عبدالله المسفر العدواني
صدق شباب الكويت عندما وضعوا عنوانا يدل على هذا التجمع الكبير لهم وهو «للكويت كلمة».. فكلمة الكويت تعلو ولا يعلو عليها أي شيء آخر، وقال الشباب وبقية فئات الشعب من خلفهم الكلمة في ظل حضور كثيف جدا غير مسبوق في مثل هذه الظروف، وجاءوا إلى ساحة الإرادة في ظل البرودة الشديدة والأجواء المتقلبة، حيث عم الدفء المكان بالحب للكويت والعشق لهذا البلد الطيب الذي منحنا الكثير ولا يجب أن نفرط فيه ولا نتخاذل عن مساندته مهما حصل.
قالوا ان العدد وصل الى 70 الف مواطن، هذا ما قاله المشككون في حين أن العدد الأقرب هو 90 ألفا نزلوا الى ساحة الإرادة لإعلاء كلمة الوطن الحق ورفض الفساد والظلم والشراء للولاءات ولرفض القبيضة المرتشين الذين حتما يصعب وصف مصيرهم، وسيظل تاريخهم ملوثا وإن تابوا في الدنيا، لأن المغفرة من عند الله أما البشر فمن الصعب أن يغفروا الذلات والافعال المشينة التي تمس الشرف والعرض.
لقد نزل عشرات الآلاف إلى الشارع في البرد القارص تاركين بيوتهم وأهلهم للرد على الحكومة المستقيلة بأنهم حاضرو الذهن وأن الاستقالة ليست هي الغاية وإنما الهدف هو استئصال كل ذيول الفساد وأن حكومة كهذه غير مأسوف عليها بل انه كان من الصحيح أن تذهب منذ فترة بعيدة.
ويظل للكويت ربانها الذي يحميها ويعرف متى وكيف يتدخل ليصحح المسار ويقوّم الاعوجاج، عين الحكمة والعقل الوالد الذي يرعى أبناءه ولا يرضى لهم يوما الظلم أو أن يدار البلد بالفساد والاستبداد، ويبقى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو المنقذ بقراراته الحكيمة وأوامره التي تصيب الهدف وتحقق المبتغى.
وإن كان الرفض الشعبي قد اطاح بحكومة كثيرا ما أزعجتنا وبددت الشعور بالطمأنينة في نفوس الشعب فإن الدور قادم لا محالة على كل من ساعد على الفساد وحرض على الاستبداد وسعى لمصالح خاصة وتجاهل مصلحة العامة، الدور قادم على مجلس الأمة الذي سيحل يوما قريبا ربما يكون حتى قبل نشر هذا المقال، فالقبيضة والمرتشون ليسوا من يمثلون الشعب، والشعب الكويتي العظيم كله شرفاء أمناء، باستثناء قلة لا تذكر استطاعت التسلل لأهم سلطة في البلاد هي سلطة سن التشريعات ومراقبة المخالفات، فيالحظنا العثر الذي حتما سيتبدل مادام في الكويت حكيمها وربانها الذي دائما ما يتحيز لكلمة الكويت.
عظيم هذا الشباب شباب الكويت الذي فاجأنا بكل هذا الوعي والنضج الذي ربما لا يتوافر بهذا الكم في نخب سياسية كبيرة، رائع هذا الشباب الذي حقق ما لم يحققه غيرهم من أعضاء الكتل والحركات السياسية، مميز هذا الشباب الذي لم يسع لمصالح شخصية آنية وإنما نظر للمستقبل البعيد وأراد أن تكون «للكويت كلمة».
تعليقات