د.حسن عباس يسجل برأيه صورا عديدة للفساد
زاوية الكتابكتب ديسمبر 3, 2011, 1:05 ص 769 مشاهدات 0
الراى
د. حسن عبدالله عباس / أنواع الفساد
أظن «الجريدة» الصحيفة الأولى التي نشرت الخميس الماضي خبرا لطالما انتظره الكويتيون أشهرا طويلة، وهو ما أظنه أهم حتى من خبر المرسوم الأميري الصادر بتعيين الشيخ جابر المبارك رئيسا للوزراء. عنوان الخبر جاء كالتالي: «المركزي يفجر مفاجأة: النواب ارتكبوا جرائم غسل أموال وحساباتهم مشبوهة»!
لكن لماذا يجب أن نتأثر بالمعارضة ونصدق بأن الفساد هو فقط من نوع تضخم الحسابات المليونية؟! ألا توجد أشكال أخرى من الفساد؟ أليس بناء مسجد على نفقة رئيس الوزراء بدلا من المسجد الشينكو كثمن لترضية محمد هايف واخماد عقيرته الطائفية فساد ايضا؟ أليس شيك، وبآلاف الدنانير، بحجة «أعمال خير» ومقدم لنائب في مجلس الأمة فسادا أيضا؟ أليس التلاعب بالأدوات الدستورية وتوجيهها نحو تحقيق مطالب المعارضة على حساب الأغلبية فسادا؟! أليس شراء ولاء الكتل السياسية بتعيين المضف والجزاف فسادا! أليس التنازل عند رغبة المتطرفين الإسلاميين برغم مخالفة الدستور ومنع دخول شخصيات فكرية للخصوم، ألا يعد ذلك فسادا!؟ أليس إرهاب القضاء والنيابة بضرورة إخلاء سبيل كاسري القانون فسادا؟ أليس توزيع المناصب الإدارية بالجامعة والتطبيقي فسادا؟ أليست المخالفات الإدارية وتوزيع أراضي الدولة والترسيات والمناقصات والديوانيات والمخالفات العقارية والتعدي في المزارع وغيرها، أليس كل ذلك أشكالا مختلفة من الفساد؟
قالوا إن القنوات فاسدة ورعتها وغطت عليها حكومة الفساد. طيب قبلنا، لكن أليس إقرار القوانين التي تعمل في ظلها هذه القنوات هي بالتالي مصدر الفساد؟! لنفترض أن القوانين سليمة وليست فاسدة، ألا يعد سكوت الحكومة عن قنواتكم التي تهاجم خصومكم خوفاً منكم وعدم تفعيل القوانين ضد المحسوبين عليكم، أليس تصرفها هذا فسادا أيضا؟! فإما القوانين التي أقررتموها فاسدة، أو القنوات والصحف التي تعمل في ظلكم جميعها فاسدة، أو لا فساد، ومن ثم فإن القول ينطبق على القنوات الإعلامية التي تكرهكم.
من السطحية والغباء أن نردد «لأجل عين ألف عين تكرم»، فالمعارضة ولأجل التصدي لفضيحة الرشاوى، حللت لنفسها كل أشكال الفساد المتنوعة الأخرى. فالدوشة والجلبة والغوغائية التي افتعلتها المعارضة طوال المدة الماضية تسببت في ألوان من الفساد. فالجماعة ولكي ينتصروا على الفساد المالي، نشروا بالمجتمع الفساد القانوني والنظامي (كسر القوانين وانتهاك هيبة الدولة) والفساد العنصري!
د. حسن عبدالله عباس
تعليقات