على المبارك أن يعي أن نواب المعارضة هم ممثلو الشعب الحقيقيون، برأى عبداللطيف العميري
زاوية الكتابكتب ديسمبر 3, 2011, 11:54 م 743 مشاهدات 0
الأنباء
ارحل.. هل سنقولها؟!
في البداية نهنئ الشيخ جابر المبارك لنيله ثقة صاحب السمو الأمير وتعيينه رئيسا للوزراء في مرحلة مفصلية حرجة في تاريخ الكويت، ونتمنى للشيخ جابر التوفيق والنجاح في اختيار اعضاء حكومة على قدر المسؤولية ولهم خبرات وكفاءة مشهودة وليتهم يكونون من أصحاب التخصص وألا يمشى الشيخ جابر المبارك على خطى سلفه الشيخ ناصر المحمد.
البداية مع تشكيل الحكومة الذي سيظهر الكثير من الأمور: هل للشيخ جابر فكره المستقل؟ وهل لم يتأثر بسابقه؟ كل الأسئلة أو معظمها ستجيب عنها التشكيلة الحكومية، أو على الاقل ستظهر ولو بشكل مبدئي ماذا يحمل المبارك في جعبته، والمشكلة أن الشيخ جابر المبارك نفسه من تركة حكومة ناصر المحمد المعروفة بأنها كانت حكومة أزمات وكان هو أحد أقطابها.
إذا اتبع المبارك سياسة المحمد ومشى على نهجه وسياسته فلا طبنا ولا غدا الشر وعدنا للمربع الأول من جديد وبدأت السلسلة الجديدة من حلقات الأزمة السياسية في الكويت، أما إذا التزم المبارك بتصريحاته التي اطلقها منذ إعلان اختياره والتي أوضح فيها أنه سيكون مصلحا ونهضويا ويسعى للتنمية فإننا نستبشر خيرا ونتوقع أن تعود الكويت لريادتها وقيادتها للمنطقة.
على المبارك أن يثبت للشعب والنواب أنه يختلف عن سابقه وأن يتجنب أخطاء المحمد، وألا يعمل لفئة على حساب أخرى كما فعل المحمد، وأن يفتح قلبه وعقله للمعارضة التي يجب أن تتحول لمؤيدة له بعد أن يثبت أنه إصلاحي ويعمل من أجل أبناء الشعب كلهم ومن أجل الكويت دون النظر لاسترضاء واستعطاف فئة والاستقواء بها أمام الآخرين.
لقد شاهد الجميع تجمع الارادة الذي ضم 90 ألفا من المواطنين الشرفاء المخلصين لهذا الوطن، وعلى المبارك أن يعي أن نواب المعارضة هم ممثلو الشعب الحقيقيون، وانهم لا يطمعون في منصب أو جاه أو قبض الملايين، وعليه أن يعلم أن المستشارين المتمصلحين هم شر بطانة فلا يقع في نفس خطأ المحمد وعليه ألا يسلم نفسه لنواب مثلوا على الشعب ولم يمثلوه، وهذه هي الخطوات الأولى على طريق الاصلاح والصلاح.
نريد يا شيخ جابر أن تغير المفاهيم عن الحكومة التي أصبحت إرثا مع الأسف سيرهقك وسيأخذ وقتا وجهدا حتى تزيحه وتستريح وتعود حكومة لكل الشعب تسعى لمصلحته ومصلحة الكويت أكثر من أي جهة أو سلطة أخرى، نريدك أن تخرج الدستور من جيب الحكومة وأن تتعامل معه كوثيقة وضعت لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأن يطبق القانون على الكبير قبل الصغير، وأن تقف على مسافة واحدة من الجميع.
وفقك الله يا شيخ جابر المبارك في مهمتك الشاقة وأعانك على القضاء على الفساد والمفسدين، سر في الطريق الصحيح وستجدنا جميعا معك فنحن في النهاية لا يسعدنا أن نسمع مجددا جملة «ارحل أيها الرئيس».
تعليقات