عبدالطيف الدعيج رئيسا للوزراء- ماذا سيفعل ؟!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 5, 2011, 9:39 ص 914 مشاهدات 0
يابو صباح قدّم مشاكل لا تقدّم حلول
كتب عبداللطيف الدعيج :
الحكومة مكتوب عليها السقوط، تم تشكيلها وفق رغبات الرئيس أو حسب املاءات أعضاء مجلس الأمة، فان مصيرها معروف، هذه الحقيقة ليست نتاج ضعف الإدارة الحكومية أو طبيعة الوزراء مثل ما يروج من يطرحون أنفسهم على انهم خبراء الشأن المحلي. كما ان التأزيم أو الاستقصاد الذي استمرأه بعض النواب ليس له دور أساسي كما يعتقد في إسقاط الحكومة. ان العقدة الاساسية هي في طبيعة النظام الريعي الذي تأسس عبر العقود الكثيرة التي مرت منذ أن تفجّر النفط، ومنذ ان أصبحت مداخيله وسيلة للسلطة لإسعاد وترفيه مواطنيها، مثل ما هي أداة لتنفيع المقربين أو تضبيط البقية.
سواء تشكلت الحكومة مما يصر البعض على تسميته بـ«وزراء دولة»، أو من كبار الموظفين الذين تعودنا عليهم، سيكون على الحكومة مواجهة «الايديولوجية» الريعية التي نمت وتغلغلت في المجتمع طوال السنوات السابقة، أي على الحكومة بوضوح أن تواجه جميع نواب مجلس الامة الذين سيحرصون على التصدي لأي خطوة اصلاحية أو أي محاولة حتى لكبح السياسة الريعية، أو الحد من اعتماد الوطن بكامله على النفط الذي يُنتَج «عمليا» بمعزل عن إرادة أو مساهمة الكويتيين، وأنا أقصد جميع أعضاء مجلس الامة.. الوطنيين قبل الدينيين، قبل الاستحواذيين الذين اعتدنا عليهم، فجلسة الكوادر وافق عليها الجميع.. «القبيضة مع الدفيعة»، عدا النائبة رولا دشتي، والنائب عادل الصرعاوي.
مع ان الحكومة تواجه تبعات السياسة الريعية ومساوئها، الا انها ايضا تواجه جميع اعضاء مجلس الامة الذين يتشدقون بالاصلاح ويصرون على المطالبة به، في وقت يرفضون فيه اي مساس بالسياسة او الثقافة الريعية باعتبار ذلك مساسا بدخول المواطنين الضعفاء، وانتقاصا من حقهم المشروع في «ثروتهم». أعضاء مجلس الامة الذين يتصدون لأي محاولة جادة للانفكاك من قيود الدولة الريعية ومساوئها هم الذين ترتفع حناجرهم، وتتوالى استجواباتهم مطالبة الحكومة بالاصلاح وتخطي عقدة توقف التنمية.
لهذا فإن أي مجال للعمل أمام الحكومة لن يكون ممكنا ان لم «تفرض» على اعضاء مجلس الامة وضع السياسة العامة، أي مواجهة عقد الدولة الريعية ومصائبها بشكل مباشر، وليس بالتخفي خلف الحكومة التي يدفعون بها كالعادة الى المحرقة.
لو كنت رئيسا للوزراء فلن أتقدم بأي برنامج عمل يحوي حلولا في الغالب وهمية لقضايانا، بل سأتقدم ببرنامج يحدد المشكلات، ويطلب من مجلس الامة «الحل».
عبداللطيف الدعيج
تعليقات