الوضع في البلاد آخر مسخرة- جعفر رجب يتساءل: كم قبضوا ؟!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 5, 2011, 9:38 ص 1123 مشاهدات 0
جعفر رجب / تحت الحزام / كم قبضوا ؟
الوضع في البلاد آخر مسخرة، يصلح لحالة لا هدفية من الكوميديا الساخنة المختلطة بالحليب مع البخصم البصراوي... هذا مختصر الوضع، هدوء تام على كافة الجبهات، لا صوت، ولا حس، ولا خبر، فجأة اعلن وقف اطلاق النار وانسحبت القوات، ودعوا الى عشاء عمل، يجمع كل الاطراف، بعد ان حلت مشاكلنا جميعها!
لقد تم قتل الفساد في ساحة الارادة، ونحر بسكين الاصلاح، وتفرق دمه، ثم وزعوا لحمه على الفقراء، لان الفساد اللعين كان موجودا في درج مكتب رئيس الوزراء، وعندما قدم استقالته، سافر الفساد الى الدول الشقيقة، لممارسة هوايته في افساد واغواء الناس والانظمة!
انقلب الجو، صار جميلا، تغرد العصافير عشقا على اشجار الحدائق في البلد، لانه تبين ان الحكومة هي سبب حرارة الجو، والغبار، ومنع المطر، حتى يلهو الناس عن خطط التنمية، والدوري الكويتي، واحداث درعا، وتزايد حالات الاختناق بين بنات الكويت بسبب لبسهن للفرو!
خفت حركة المرور بالشوارع، لم يعد المواطن يخرج حتى لا يزحم الشارع ويضايق الاخرين، بل يفضل الجلوس في البيت امام المدفأة، دعما منه لانسيابية حركة السيارات، و«لا يتصل حتى يصل» الى البيت!
لا وجود بعد الان لراش ومرتش، قابض ومقبوض، دافع ومسحوب، وعم السلام البلاد، وخرج تجار الفضيلة الذين أوهمونا بفضيلة بعدهم عن السياسية والمال، وتبين لنا انهم منغمسون فيها كانغماس الاصابع في صحن قوزي، في ليلة ظلماء ،في خيمة بيضاء، في بر مقفر، في ساعة جوع بعد اضراب عن طعام لالف يوم ويوم!
لا وجود لاذكياء، وتبين كم نحن اغبياء عندما حولنا بعض النواب الى انبياء وقدسيين، تحل عليهم البركة اينما كانوا، وينزل عليهم قطر السماء اينما وضعوا رحالهم، لا يسرقون، ولا يرتشون، ولا ينهبون، وتبين ان الاعلى صوتا هو الاكثر رشوة، والاعلى مقاما هو الاعلى اجرا، والاكثر صراخا هو الاضخم حسابا، وان الصراخ لم يكن على قدر الالم، بل على قدر القلم الذي وقع على الشيكات!
كلهم قبضوا، والخلاف في كم قبضوا...؟!
جعفر رجب
تعليقات