شملان العيسى يتساءل: لماذا العجلة؟ وما هذا التخبط؟ ولماذا استقالت الحكومة؟ ولماذا حل المجلس ؟!

ملتقطات

لم نعد نفهم؟

د.شملان يوسف العيسى

المرحلة القادمة ستشهد فوز نواب المعارضة واستمرار عجز الحكومة وفقدانها القوة والمبادرة

اتصل بي الأخ الدكتور محمد الفيلي الخبير الدستوري وكنت في فراش المرض اعاني من البرد ليبادرني بالسؤال.. انت دكتور سياسة هل يجوز لرئيس وزراء لم يشكل وزارته ترؤس وزارة ليست وزارته؟ واستمر يقول إن رئيس الفتوى والتشريع المستشار فيصل الصرعاوي صرح بأنه يجوز لمجلس الوزراء عقد اجتماعاته برئاسة رئيس مجلس الوزراء الجديد الشيخ جابر المبارك اذا اقتضت الضرورة ذلك للنظر في الأمور العاجلة الى ان يتم تشكيل الوزارة الجديدة واداء اعضائها القسم الدستوري بناء على ترشيحه.
كانت اجابتي سريعة بأن الدكتور محمد يعرف الدستور اكثر مني ويعرف كل ذلك واكثر. لكن، واضح سياسياً وقانونياً ان ذلك غير مقبول فنحن اليوم امام حكومتين حكومة الشيخ ناصر المحمد الذي استقال رئيسها وقبلت استقالته لكن وزراءه بقوا في مناصبهم لتصريف العاجل من الامور، ولدينا في الوقت نفسه حكومة جديدة يرأسها الشيخ جابر المبارك الذي ادى القسم أمام سمو الامير بدون تقديم حكومته (لا تسألوني كيف؟!).
المفارقة الغريبة ان لدينا نواب معارضة قرروا مقاطعة جلسات مجلس الأمة على الرغم من كونهم اقلية وابطلوا جلسات المجلس وشلوا حركته وفعاليته واستعانوا بالشارع مطالبين باسقاط رئيس الوزراء ناصر المحمد وقد تم لهم ذلك وقدم الشيخ ناصر المحمد استقالته. الآن، وبعد الاستقالة، طرحت المعارضة مطالب جديدة بحل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات جديدة وهذا يتطلب توقيع رئيس الوزراء حسب الدستور وبما ان رئيس الوزراء مستقيل جاءت التبريرات الجديدة بأنه يجوز لرئيس الوزراء الجديد ترؤس الوزارة القديمة والتي ليست وزارته.. حتى يتم تشكيل وزارته. فاذا كان ذلك يجوز وهو لا يجوز.. لماذا استقالت حكومة الشيخ ناصر المحمد اصلا؟ ولماذا تم تكليف الشيخ جابر المبارك بدلاً عنه.. الشيخ جابر المبارك كنائب لرئيس الوزراء في الحكومة السابقة يمكنه ترؤس الحكومة لتصريف العاجل من الأمور حتى يتم تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة؟!!.
السؤال الذي يطرحه الجميع.. لماذا العجلة؟ وما هذا التخبط؟ ولماذا استقالت حكومة ناصر المحمد؟ وتكليف رئيس وزراء جديد وادائه للقسم بدون ان تشكل حكومته؟ والاهم من كل ذلك لماذا حل مجلس الأمة الآن ما هي الاسباب الحقيقية؟ وما هي المستجدات الجديدة التي استدعت حل مجلس الأمة والدعوة لانتخابات جديدة مع ان ذلك ليس في مصلحة النظام لأن نواب المعارضة يعون تماماً ماذا يريدون واعلنوا ذلك صراحة فهم يريدون اقالة ناصر المحمد والدعوة لانتخابات جديدة وإلغاء كل القضايا التي رفعت ضد من اقتحم مجلس الأمة من نواب ومواطنين والاهم من كل ذلك تقديم النواب القبيضة للمحاكمة.. بمعنى آخر حققت المعارضة كل ما تريده وخسرت الحكومة، وبيت الحكم هيبته ولم يعد هناك احترام للقوانين والتعهدات والاعراف الدستورية واصبح البلد اليوم يخضع لأهواء الشارع ومن يحركهم من نواب الاسلام السياسي والتجمعات القبلية.
المرحلة القادمة ستشهد فوز نواب المعارضة واستمرار عجز الحكومة وفقدانها القوة والمبادرة والحزم وهذا الضعف والهوان سوف يستمر حتى بعد الانتخابات لأن الانتخابات الفرعية سوف تستمر على الرغم من قرار المحكمة الدستورية تجريم الانتخابات الفرعية.. يا أهل الكويت وحدوا أنفسكم ودافعوا عن ديموقراطيتكم ودستوركم.. يا حسافة على ديموقراطيتنا التي ضيعناها.. وهذا شيء طبيعي فلا ديموقراطية بدون وجود ديموقراطيين او اناس يؤمنون بها ويحافظون عليها ويرعونها.