هؤلاء شبابنا وهن بناتنا المتطوعين يأتون بأفكار رائعة بقلم محمد عيسى

الاقتصاد الآن

4808 مشاهدات 0


العمل التطوعي هو مساهمة الأفراد في أعمال الرعاية والتنمية الاجتماعية سواء بالرأي أو بالعمل أو بالتمويل أو بغير ذلك من الأشكال، ومن خصائص العمل التطوعي أن يقوم على تعاون الأفراد مع بعضهم بعضاً في سبيل تلبية الاحتياجات.

إن مفهوم التطوع يتضمن جهوداً إنسانية، تبذل من أفراد المجتمع، بصورة فردية أو جماعية، ويقوم بصفة أساسية على الرغبة والدافع الذاتي سواء أكان هذا الدافع شعورياً أو لا شعورياً ولا يهدف المتطوع تحقيق مقابل مادي أو ربح خاص بل اكتساب شعور الانتماء إلى المجتمع وتحمل بعض المسؤوليات التي تسهم في تلبية احتياجات اجتماعية ملحة أو خدمة قضية من القضايا التي يعاني منها المجتمع، وهو دافع أساسي من دوافع التنمية بمفهومها الشامل اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً، ودليل ساطع على حيوية المجتمع وترجمة مشاعر الولاء والانتماء للوطن إلى واقع ملموس واستثمار وقت الشباب في أعمال نبيلة، إضافة إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليص الفوارق الطبقية بين أفراد المجتمع.
فالتطوع عمل اجتماعي نبيل ورمز للتضامن والتعاون بين أفراد المجتمع، وقد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجتمعات البشرية منذ الأزل، وذلك باعتباره ممارسة إنسانية، وهو بمنهجه الاجتماعي والإنساني سلوك حضاري ترتقي به المجتمعات والحضارات منذ قديم الزمان، وفي دولتنا الفتية كنا ولازلنا سباقين في مجال العطاء الإنساني بكافة أشكاله تنفيذاً للنهج الذي أرسى قواعده المغفور له بإذنه تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والذي أسس ركائز العمل التطوعي وغرس في شعبه حب العمل التطوعي، الذي أصبح ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع.
كل هذه المبادئ النبيلة، وكل التفسيرات والمفاهيم التي فُسر بها التطوع تحلى بها شباب وبنات الإمارات، أبناء الوطن المخلصون، ومن حركهم هو حبهم لوطنهم، وحرصهم على إعلاء شأنه، وإبرازه، وترجمة درجة الوعي الوطني التي وصل لها ابن وبنت الإمارات، والمشاهد كثيرة وعديدة ونحن لازلنا نعيش أحلى أيام الوطن وفرحته الكبرى، التي امتزج وتدفق بها الخير كل الخير للإمارات وشعبها الكريم الأبي، فمبادئ التطوع النبيلة ظهرت بتلقائية من أبناء الإمارات الذين سارعوا إلى تنظيف الشوارع والميادين والساحات فور انتهاء احتفالاتنا باليوم الوطني الأربعين، يوم الجمعة الماضي، وسارعوا بالنزول إلى الشوارع فجر السبت ليبعثوا برسالة حب وسلام ووفاء للوطن، في مشهد أشعرنا جميعاً بالفخر والإكبار من سلوك رجال وأبناء الإمارات.
ولم تمضِ سويعات إلا وجاءنا خبر بناتنا اللاتي أبين أن يكنّ بعيدات عن المسرح بإعلان رابطة خريجات جامعة زايد بوحدة كلية الاتصال وعلوم الإعلام، عن إطلاق حملة “بركة الوطن”، لجمع أعلام الدولة التي تم استخدامها في الاحتفالات، وتسليمها إلى مؤسسه الشيخ خليفة للأعمال الخيرية، لكي تضع خططاً تقنية وفنية وبرامج تنفيذية لتدويرها وتوزيعها على المحتاجين في العالم كمواد أولية لصنع الملابس والأغطية.
فمثل هؤلاء ومثل هذه المبادرات والأعمال والأفكار النبيلة يفخر بها الوطن، فهؤلاء شباب الإمارات، وهؤلاء هن بناتنا.

الاتحاد الإماراتية

تعليقات

اكتب تعليقك