الضوضاء والتأزيم والتصعيد على الساحة صناعة سعدونية %100، برأى نبيل الفضل

زاوية الكتاب

كتب 1626 مشاهدات 0



الوطن

«راحت السكرة»

نبيل الفضل


- نبارك للنائب الحربش تحويل منزله العامر الى متحف وطني للحرية والاحرار والثوار. فهذا المتحف سيكون المتحف الوحيد في الجزيرة العربية وما يجاورها من قارات، الذي سيحمل اسم… جمعان الحربش!!.
فهنئيا للحربش وهنيئا لحدس وهنيئا للقرضاوي وهنيئا للخريف العربي.
ولكن كل هذه التهنئة تعتمد على اعادة انتخاب السيد ابن السادة وليد بن مساعد، وهذا امر مطروح للنقاش خاصة بعدما احترف الطبطبائي غناء «الراب» واجاد فيه مثلما رأيناه في المظاهرات.
هزلت فكرة وهزلت نكاح الاصلاح وما انجبت من «ابداعات» فكرية واخلاقية.
- الآن وبعد ان «ركد الرمي» وهبط الغبار، و«راحت السكرة وأتت الفكرة»، فلنا ان نتبصر في القادم بعد استقراء احداث الماضي القريب، حيث رأينا انقلاب الاسس السياسية وانهيار القيم الاخلاقية وتسلط الاقلية وانبطاحية القرار الحكومي.
فمن الواضح الذي تكشفه ابتسامات العم بوعبدالعزيز العريضة، والتي اختفت عن الساحة منذ مجلس 99، من الواضح ان العم بوعبدالعزيز قد وضع كرسي الرئاسة في جيبه الايسر في ظل ترجيحات بعدم رغبة الرئيس جاسم الخرافي بالتضحية أكثر مما ضحى. الآن لنفترض ان أحمد السعدون وصل الى كرسي الرئاسة فهل ستنتهي مشاكل الكويت من انحدار مستوى التعليم او انقاذ للبورصة الغارقة في اللون الأحمر؟! هل سيتحسن اداء موظفي الدولة لأجل عيون العم بو عبدالعزيز، ام سيلتزم المواطنون بالخطوط الارضية في الشوارع؟!
لا نعتقد ان هناك اي مردود مجتمعي او اقتصادي او اخلاقي سيفرزه وصول العم احمد الى رئاسة مجلس الامة، ولا نظن ان هناك متهوراً على الساحة سيدعي بغير هذا الرأي.
ولكن المأمول من العم بو عبدالعزيز ان يقود الشارع والمعارضة الى التهدئة مقابل كرسي الرئاسة، فإما أن يفشل بتنفيذ هذا الاتفاق مما يعني بأننا «لا طبنا ولا غدا الشر»، وان الحكومة والمجلس تمت التضحية بهما من اجل سراب رسمه العم بو عبدالعزيز على صحراء ديموقراطيتنا الممتدة.
وفي نفس الوقت إن جاءت الرياح بما يتمنى الحكم من تهدئة للشارع واستقرار سياسي، فإن ذلك هو البرهان الاكبر على ما ظل يطرحه الكثير من النواب والكتاب والساسة، من ان الضوضاء والتأزيم والتصعيد على الساحة صناعة سعدونية %100، وبقيادة العم احمد من اجل كرسي الرئاسة!.
وهذه النتيجة كارثة اضخم من كارثة استمرار التصعيد والتأزيم، فاستمراره قد يكون مؤشرا عن قناعات نواب آخرين باستخدام ضغوط التأزيم من اجل مصالح شخصية او اهداف قد تكون خارجية. وهي اجندات قد تتبدل.
أما ان يصل السعدون الى كرسي الرئاسة فتهدأ وتبرد اعصاب نواب الحناجر ويجنح المؤزمون الى الهدوء، فهذا يدل على ان العم بوعبدالعزيز يسيِّر هؤلاء كالقطيع متى ما اراد وكيفما اراد.
وبالتالي فان استقرار الدولة بأكملها يصبح مرتبطاً بمزاج العم بوعبدالعزيز ورضاه على الاحداث، كما انه مرتبط بنوازع العم بوعبدالعزيز واوضاعه النفسية!
فهل انتهى الامر بنا ان تصبح دولة الكويت مرتهنة لمزاج رجل شاخ ولم تشخ اهواؤه؟! وهل كل هذه الحناجر التي تدعي الوطنية ليست اكثر من مخالب قط يظهرها عندما يريد ويخفيها عندما يرغب؟!!.
- سبحان الله، محمد هايف والرهط يعلنون انهم لن يخوضوا الانتخابات الفرعية التي انتجتهم تحت أي مسمى!.
الى هنا والامر عادي على غرابته، فرغم انه انكار لمعروف ابناء القبيلة الا ان الانسان عرضة لتغيير مواقفه وقناعاته بحكم التجربة والعمر.
ولكن الذي لا يمكن ان يكون أمرا عاديا، هو الاسباب التي ابتدعها هؤلاء الوطنيون الجدد لابتعادهم عن الحاضنة التي فرختهم. فهم يفسرون سبب انقلابهم على الفرعية القبلية بانها انصياع وطاعة لولي الأمر!!!
ونحن نظن ان هذا العذر نكتة اقبح من ذنب المشاركة بالانتخابات الفرعية!. فكل زملاء هايف المعلنين هذا الموقف لم ينصاعوا ولم يطيعوا ولي الأمر يوم دعاهم للتهدئة وطلب منهم الاعانة.
فأطاعوا زعيم الفتنة وعصوا ولي الأمر. فعلى من تضحكون ايها المخدوعون بانكم اذكى من الناخبين؟!
ولهايف بالذات اين طاعة ولي الامر من الوطنية التي تتمتع بها وأنت لا تقف لرفع علم الدولة التي اطعمتك، ولا لنشيدها الوطني وهي التي اغنتك؟!
العذر الثاني لربع هايف في التنكر لقبيلة مطير والرشايدة هو انهم سيقاطعون الفرعيات التزاما بقانون تجريم الفرعيات واحتراما لدستوريته!!!
فهل صدر قانون تجريم الفرعيات – والذي لا نتفق معه – يوم أمس أم أمس الأول؟!
القانون قائم منذ عام 1998، فهل كنتم عميانا عنه أم أنكم جهلة بالقانون؟! وهذا سؤال نتركه للمويزري الذي هو اكثر ثقافة من الدقباسي وهايف وربعه.
والسؤال الحقيقي ليس في «إلى متى يضحك هؤلاء النواب المتمصلحون على الناس»؟.. السؤال المستحق هو «الى متى يصدق الناس هؤلاء النواب المتمصلحين»؟

أعزاءنا

لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى
حتى يراق على جوانبه الدمُ

حكمة لأبي الطيب لم تستوعبها الحكومة والحكم حتى «تشمخ» الشرف الرفيع واهين اكثر من مرة ومن قبل اكثر من ضبع وضبعة!.

نبيل الفضل

تعليقات

اكتب تعليقك