البدون- قنبلة موقوتة للإنفجار ؟!
زاوية الكتابالزيد يتساءل: هل من حكيم يتدارك التبعات والنتائج والآثار قبل أن تقع الواقعة ؟!
كتب ديسمبر 20, 2011, 12:24 ص 3546 مشاهدات 0
' البدون ' .. قنبلة موقوتة ( ٢ )
زايد الزيد
ان أكثر الاحصائيات دقة ، تقول أن ' البدون ' يبلغون نحو ٨٠ ألف نسمة ، وان ثلاثة أرباعهم ، يحملون احصاء العام ١٩٦٥ ، أي أن غالبية ' البدون ' اليوم ، مضى على وجود آبائهم أو ربما أجدادهم ، على هذه الأرض ، مايقارب النصف قرن من الزمان ، أي أننا نتعامل اليوم ، مع الجيلين الثالث والرابع ، من حفدة أولئك الأجداد الأولين ، أي أننا أمام الأجيال الشابة من ' البدون ' الذين لايعرفون غير الكويت بلدا وموطنا وأرضا !
المشكلة الرئيسية ، تكمن في وجود النزعة العنصرية البغيضة ، لدى بعض ممن هم في السلطة ، وأيضا لدى - وربما هذا أخطر - شخصيات من خارج السلطة ، ولكن لها تأثير واضح وجلي على أصحاب السلطة ، في معالجة قضية البدون ، وفق منظورهم العنصري الذي لايقيم للانسانية أي وزن ، فينتج عن هذا السلوك العنصري ممارسات عنصرية غاية في البشاعة ، ومنزوع عنها الحس الانساني حتى في حده الأدنى !
السلوك العنصري هذا ، كان يسير في مسارين متوازيين ، كلاه ساهم في تفاقم المشكلة ، بدلا من حلها ، فهو في مساره الأول لم يعمل على منح الجنسية للمستحقين من ' البدون ' ، أما في مساره الثاني فإنه منع عنهم الحقوق الانسانية ، فتعاظمت المشكلة وأضحت قضية مزمنة يتراءى للجميع اليوم استعصاء حلها !
بعد التحرير من الغزو العراقي للبلاد ، دخل علينا مفهوم 'القيد الأمني' للتضييق على البدون ! لقد أصبح مايسمى ب ' القيد الأمني ' سيفا مسلتا على رقاب ' البدون ' ، وهو أمر ظالم ، لايتمتع بالدقة ، كما أنه لايمنح المتضرر حق اللجوء للقضاء لدفع الظلم عنه !
تخيل أن ' القيد الأمني ' يتهم الانسان ' البدون ' بالخيانة للبلد ، وهذا الاتهام الخطير في الغالب الأعم ، يعتمد على شهادات شفهية من أشخاص ، من دون اعتماد آلية قضائية للتحقق من صحة تلك الاتهامات أو من زيفها !
كم هو قاس أن يتهم انسان ، بخيانة البلد الذي يعيش فيه ، ولاتتاح له فرصة رد التهمة عن نفسه ، ان 'القيد الأمني' استخدم كسلاح قذر لمعاقبة أبرياء كثيرين ، وربما لابتزاز بعضهم الآخر !
تخيل أن بعض ماأدرج تحت عباءة 'القيد الأمني' كان عبارة عن اتهامات لبعض البدون بالسرقة ! وأنا كنت شاهدا على الكثير من تلك القضايا بعد التحرير !
ان البدون اليوم كتلة بشرية كبيرة ، تعيش بيننا ، وتحمل الكثير من المعاناة وتتعرض للظلم البين ، ويجدر بنا ان نتذكر ، أن التاريخ يتشابه مع قانون الطبيعة في أمور عدة ، من بينها التشابه في قاعدة ' الضغط يولد الانفجار ' ، والتاريخ يتشابه أيضا مع قانون الطبيعة في قاعدة أن ' لكل فعل رد فعل ، مساو له في القوة ، ومعاكس له بالاتجاه ' !
لذا ، وبناء على مخزون التاريخ ، فإن التعامل الأمني العنيف ، مع التظاهر 'السلمي' للبدون ، سيخلق لنا مشاكل نحن في عنها .. فهل من حكيم يتدارك التبعات والنتائج والآثار ، قبل أن تقع الواقعة ؟!
تعليقات